كوستاس كاريوتاكيس – انتحارات متخيَّلة

يديرون المفتاح في الباب؛ يُخرجون

رسائلهم القديمة، المخبّأة بعناية،

يقرأونها بصمت، ثم يجرجرون

أقدامهم للمرة الأخيرة.

.

يقولون: حياتنا كانت مأساة.

يا إلهي! كم كانت ضحكة الناس المرعبة،

والدموع، والعرق، وحنين

السماوات، ووحدة المشهد.

.

يفقون هناك عند النافذة، محدّقين في الأشجار، في الأطفال، في الطبيعة كلها،

في عمّال البناء الذين يُعملون مطارقهم في البعيد،

في الشمس التي تريد أن تغرب الى الأبد.

.

قضي الأمر. ها هي رسالة الوداع:

موجزة كما ينبغي، عميقة، وبسيطة،

طافحة باللامبالاة والتسامح

حيال من سيقرأها ويبكي.

.

ينظرون في المرآة، ينظرون في الساعة،

يتساءلون هل الانتحار جنونٌ ربما، أو غلطة.

يهمسون: “قضي الأمر الآن”؛

لكنهم طبعا، في أعماقهم، سيؤجلون التنفيذ.

(عن لغة وسيطة: الانكليزية)

*

ترجمة: جمانة حداد

زر الذهاب إلى الأعلى