أنت محظوظة.
هذا يحدثُ لهم وليس لك.
العائلة التي علقت في النار،
السكرتيرة التي ذُبحت في المرآب
حاملة قهوتها والــ (إيغ ماكوفين)،
أولئك الذين سيقوا مسمّمين إلى الطوارئ.
محظوظة لأنك لم تلمسي كسرولة الطون
واخترت الدجاج المشوي بدلاً منه.
صديقتك المصابة بسرطان الثدي الذي اكتُشف متأخّراً وانبثّ
في المفاصل والرئتين، والتي بقي أمامها بضعة أشهر.
محظوظة إذ لم ترثي شيئاً
من ذلك من عائلتك.
خطيب صديقة أخرى أصيب بنوبة قلبية في السابعة والأربعين.
تستلقين في سريرك ليلاً،
رأسك على صدر حبيبك، وتشعرين بالامتنان.
ابنتك المراهقة، لم تصبح، على عكس صديقاتها،
عنيدة أو مشاكسة،
لم تدمن الخمر أو السكائر.
ليست الآن في الحمّام
تضع إصبعها في حلقها لتتقيّأ.
أنت وعائلتك بحال جيدة.
أنت سعيدة.
كما لو أنك تبحرين وحيدة
في قاربك الذي لا يرشح ولا يعاكسه التيار.
ترين القوارب الأخرى حولك تنقلب وتنجرف وتغمرها المياه.
إذا نظرتِ إلى المياه تستطيعين رؤيتها تغرق وتبتعد ببطء.
قريباً إن لم يحصل شيء لك،
إذا استمرّ الحظّ الحسن،
إذا استمرّ حقاً،
فسينتهي بك الأمر وحيدة تماماً.
*
ترجمة:سامر أبوهواش