في السماء الرمادية ذات الملائكة المصنوعة من خزف
في السماء الرمادية ذات النحيب المختنق
تذكرت تلك الأيام في مايانس*
في الراين الأسود كانت تبكي الحوريات
.
كانوا يجدون أحياناً في قاع الأزقة
جندياً صرعته ضربة خنجر
كانوا يجدون أحياناً هذا السلام القاسي
على الرغم من نبيذ الجبال الأبيض
.
شربت الخمر الرائعة بالكريز
شربت العهود المتبادلة في همس
كم كانت القصور والكنائس جميلة
كنت في العشرين من العمر لا أفهم
ماذا كنت أعلم عن الهزيمة
عندما يكون وطنك حباً محرماً
عندما يلزمك صوت الأنبياء المزيفين
لتعيد الحياة للأمل الضائع
.
إني أذكر الأغنيات التي تطوقني
إني أذكر علامات بالطباشير
يكتشفونها في الصباح على الجدران
دون أن يستطيعوا حل رموزها
.
من يستطيع أن يقول من أين تبدأ الذاكرة
من يستطيع أن يقول متى ينتهي العهد الحالي
عندما يلحق الماضي بالأغنية العذبة
عندما يصير الحزن ورقة أصفر لونها
.
كالطفل فوجئ وسط أحلامه
نظرات المنتصرين الزرقاء مقلقة
وخطوة الجنود في نوبة الحراسة
يئن لها السكون المخيم
*
ترجمة: عبد الوهاب البياتي وأحمد مرسي