مثل لوحةٌ / للكاتب أحمد إبراهيم إسماعيل

مثلُ أن تقتربَ من لوحةٍ لتصوِّرها فتُفاجَأ بأنَّها تَتَنهَّد؛ تعرَّفتُ مؤخرًا على أنثى لمَّا اقتربتُ منها وجدتُها ثورةً تكنولوچيةً جديدةً في صناعة النور.فتاةٌ معمولةٌ من طريقةِ الجواهرجيةِ في إمساكِ الأشياءِ وتقييمها، ولصوتِها باعٌ في اعتزازِ الكلام العاديِّ بنفسه وسطَ حشدٍ من الأغاني.

لها عينانِ تجيدانِ كَشْفَك، وشفتانَ تجيدانِ رَشْفَك…غرورُها مثلُ أن تشربَ سيجارًا مع عفريتِ الفانوس؛ يحكي لكَ عن تاريخِه مع تحقيقِ الأمنيات، ومللِه من تكرارِ غبائها، وحزنه على أنه لم يجرب إحساس الرغبةِ المستحيلةِ قط كزبائنهِ السُذّّج.. وحين ينتهي من حكيه يسألُكَ عن أمانيك؛ فتخبرَهُ أنَّكَ رجلٌ أنيفٌ لا يمشي طريقه بغيرِ قدميه.لها أصابعُ تجيدُ طَرْقَك، ورِمشانِ يجيدانِ فَرْطَك..سمعُها مثلُ إعطاءِكَ فرصةً ذهبية لسدِّ منافذ لومِكَ لضيقِ الوقتِ لاحقًا؛ إنقاذٍ مثلًا، إدراك، ردٍّ مثالِيّ، تأمُّل، إجابةٍ نموذجية، تقييمٍ أشمل، هروبٍ قبلَّ تورُّط، أيِّ شيءٍ لا يُصَحِّيكَ من نوم.لها نبرةٌ تُجيدُ رِتقَك، ونظرةٌ تجيدُ عِتقَك..

فتاةٌ تحبُّ أن تُريها إنجازاتِك؛ من أوَّلِ قدرتِكَ على حملِ جبل، حتى قدرتِك على رسمِها بالكلام.لو أنَّها سألتني أنْ أُلَخِّصَ التفرُّد؛ لما وجدتُ خيرًا مِن:-ما أندرَهُ عندَ العالم، وما أكثرَه عندك.

زر الذهاب إلى الأعلى