ماري كونسيل – وفقاً للطقس

البارحة، شُفِطَ رجلٌ من طائرةٍ فوق جبال بوليفيا ذات القمم الزرقاء. لم يصح “طوارئ.” لم يضغط زر استدعاء المضيفة. كل ما فعله كان أن ترك شوكة الطعام، وفتح فمه، وترك الريح تجمعه بوصة تلو بوصة.

بقية الركاب اتفقوا. تلك هي الحياة الحقيقية، أحسن من فيلم، أو سَلَطَة الدجاج. مالوا خارجَ كراسيّهم، حاسدين الرجل، الذي انفردت ذراعاه ورجلاه كالملاءة، مكتشفا الهواء النيئ ونَفَسَ الملائكة المهاجرة.

بالأسفل، فلاحة عجوز تخفق التورتييّا(*). لم تحلم أبدا أن فوق رأسها كان يفقد رجل قلبه. ربما كانت عاقرا، وعندما هبط، كان ستقول، “نعم، هذا هو ابني، أكبر قليلا، متأخرا قليلا، لكنه لا زال ابني.”

والرجل، فكر في الريح وقطعان أجنحةٍ منزوعة، ثم أغمض عينيه، وقوّس نفسه ثانية. لم يفهم. بدأت رأسه تؤلمه. فهم البويك(**)، الشعر الأحمر، رائحة البيرة البائتة. لكنه لم يفهم تلك السحب، وأشعة الشمس البيضاء الجديدة هذه، أو مصير رجلٍ من سانداسكي، أوهايو.

نص: ماري كونسيل

ترجمة: هرمس ( محمد مجدي )

صوت: محمد الشموتي

* التورتييّا: نوع من الخبز من أمريكا اللاتينية
** ماركة سيارات أمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى