في صَحنِ حُجرَتهِ
مالَت عليهِ، كأنها أمّهُ
بحنانِ مَن
تسحَب وليداً للحياةِ،
وطَمأنَت كَفّيهِ: لن تكبُر!
*
راحَت تُبلّلهُ
كبُوذيٍّ انتظرَتهُ في المعبَد
سنينَ تبَتُّلٍ، واسترحَمَتهُ
على صدرِها لينامَ:
احفظْ حياتي، يا أبي.
*
ثم طافَت إلى فمهِ
بخُصلَةِ شَعرِها، كالغُصنِ
للأرضِ، بُرعمٌ وحَفيفٌ. أوهَمَت
كالآمرِ المغلوبِ:
عندي، تذوبُ الساعةُ.
*
أجفلَ، يرتجف
تحتَ ثدييها، من نُحاسٍ
حاصَرَتهُ بنفخةِ الحَيّ:
الشهيدُ تفَكّكَ
والحمامُ حبَا.
*
بِرِيقٍ مالحٍ
سبحَت عليهِ، وشيءٌ غيرُ
مرئيٍّ يُطربُ السَمعَ. بئرٌ
وسَهمٌ إلى البئرِ:
حُلمٌ واحدٌ وطويل.
*
بُخارٌ غالبٌ
يكنسُ المِلحَ، وسنبلةٌ
تستند. كملاكٍ في غابةٍ
لمسَتهُ قِطّة:
لا تبطِشْ، أنقلب!
………………..