لا شئ بيميني
وهذا الذي أتوكأ عليه ضمير معطوب،
أهش به الزرافات التي تمد أعناقها مِن أسوار التاريخ
من أين يفوح المسك؟!
القناديل غافية
المدينة تفرك أجفانها
وثمة يمامة تهدل فوق رأس عجوز
يدق بعكازه مربعات البازلت
الكاوتشوك يحترق،
الدخان الكثيف لن يمكنك أن ترى بصمات أصابعك،
لكنك حتما ستلمح الجرذان تفر إلى جحورها،
وظبي خجول يمرح في دغل أخضر
الجدران لا تشكو من مفاصلها،
وأخر كيس من الأدوية ألقته في القمامة،
هي فقط -كأي جدة- اشتاقت لرائحة الصغار،
وللبهجة التي يثيرونها بأرجاء البيت
البيت ليس بعيداً،
المفاتيح معلقة بعنقي،
والطريق ليس سوى إفلات روح من أسر العتمة.