بمحطة سانت لازار
في المساء الأخير
من شهر نيسان
يأخذني الوقت المتسارع
وانا في الهنا أقرفص
أتأمل العربة وهذا الركام
أملأ ثقوب الساعة
وأمضي…
.
في آخر الشارع
رجل يقفز من فجوة الفراغ
يغادر وخيوط الشعاع
ترسم طريقا ثالثا
كنغم نشاز
كسحابة ملونة
تعزف لغة الكون.
.
وأنا وظلي مركونان هناك
نروض بالخيال فزعنا،
فاصهل أيها الحرف المملوء بالشغف
لتستعيد الحناء كفها المخضب.
أحشو دميتي غيما
أمتطيه،
لينهمر موسم الكرز
لكن ..
هذا الصمت يعلن
التمدد داخلي
أنام في هذا الخلاء المكتظ
أعيد النظر في تكوين الأشياء المحتملة.
.
وفي المشهد الأكثر جنونا
أرى المرأة .. تلك المرأة
تخرج من غيمة العطر
ترتب الجزء الأسود من الدونتيل
ضجرة..
تتعقب الرجل الذي
قفز من فجوة الفراغ
تبحث في سلال من قش
عن خيط يرتق المسافة
عن هسيس قلب
عن دراع تدفئ هذا الحب المكابر
تغزل الدقائق مع بعضها
تذيبها في فنجان قهوة الصباح
لتستعيدها ألوان قزح.
وبشعور غير مألوف
يضيف للوجود نكهته القصوى
تسمع صوتها المنسكب
ألم يعد في حديقتي ما يغريه ؟
.
في فندق سانت لازار
لم يكن الزمن واضحا
غير أن الرجل تسلل
الغرفة المجاورة
أسمع صوت الخطوات
هل ذلك الصوت الآتي من هناك
صوتي؟
أم صوت المرأة
تتعقب الرجل الذي
خرج من فجوة الفراغ ؟
أم هي الكلمات
تخيطني معطفا من دخان
وأنا لا شيء غير
البياض يغريني
لا شيء غير الكلمات
تصنع جحيما
يليق بي.
104 دقيقة واحدة