لايد لنا في الحكاية
نحن الذين نمر كخاطرة
نحن لسنا نحن في الرواية ،
أبناء المدن المجازية التي تقول ما تقوله بفوهة بندقية
مدينة نعرفها ونعشق رائحتها
رائحة الشمس فيها وتراتيل الصباح
يشعل الليل فيها قناديل الحظ والفرح التي كان من الممكن أن تكون سماء تزدحم بالموسيقا
كان يمكن للمذبحة أن لا تكون بيتا للقصيدة
كان على الوحي أن يحضر لقصيدة العشق
هكذا لا مكان للأمان في الحكاية
لا أحد في الطرقات ولا أحد في الشوارع المرثية
لن نستطيع أن نصدق أن هناك بساتين وورود
مهما بذلنا من محاولات ليصدق الشجر مأوى المجاز في صوت القصب الذي صار نايا حزينا
لو أن قافة من الشهداء لم تكن
لو أن حامي البلاد لم يكن حراميها
لو لم ننج من مجزرة لنشهد أننا رأينا ،لنكتب مارأينا
ما كانت تلك المجازات الزجاجية الخائفة من الانكسار
تلك شجرة المشمش تمشي نحو المجهول وحيدة كآخر النساء ورثت حزن الأرض
تدور حول البحيرة كلما دارت تركت خلفها عاصفة
على كاهلها أعباء الشجر و حلم وردة بالحياة
تلك شجرة الزيزفون تربط شعرها بشريطة سوداء
تنام بين قوس النصر و بقايا قميص لشهيد
بين ظلين وباب مفتوح على الرحيل
بين الرثاء والهجاء
تقلد فارسا مر من هناك بسبعة خيول وليل حزين أخذنا إلى الأرض الحافية العارية
لا قبرات لا أعشاش
لا عصافير تغني عند أبواب دمشق التي تنام وحيدة الا من فزاعة الظلام
لا حمام يجتهد ليرفرف في حقول السلام
نحن أبناء الخطيئة الأبدية الذين خيبنا ظن الأرض
تأخرنا عن موعد الحياة حينما تقمصنا درو الضحية