أحبه ذلك الحمام
الذي يحاول رسم السلام
يزدحم على مزاج الصبح في ساحة من ساحات دمشق
دمشق الموعد الذي لا يحين
الحياة التي لا تأتي والحلم الذي لا ينام
يرقص وكأنه الحربة
يرفرف ولا يبتعد لهديله رائحة أصواتنا ولون كل ماسرقوه منا
ضحكة الأغنيات العاجزة وصوت الفجر المخنوق
أحبه ذلك الدرويش الذي لا أعرفه
السابح في الملكوت
ذلك الذي يحمل النجوم بين يديه ،
الخارج عن السياق
يعيد توازن درب التبانة المختل
يرتب المسافة بين الأرض والسماء
بحبة حنطة ينثرها
فتصير حقلا ويصير قلبه بيدرا
يترك للأيام قسطا من اللامبالاة
والكثير من الحنان
تتلقفها الحمامة وتبتعد لتفسح مكانا للأخرى
تأكل وتترك باقي الحنطة على الأرض
لا تأخذ حبة زيادة عن حاجتها
ترفرف ويرفرف قلبي لذكراها
تكتفي الآن ولا تتكلف عناء الغد
ليأتي الغد بالغد
لنعطي اليوم يومه
وليتألق هذا الآن بزهو الحنطة ورقصة الأجنحة
تحت شمس الشام
لا أعرف كيف أراه الآن ينثر تمائم الفرح
أراهن حمامة ،
حمامة ألوانهن وريشهن المبعثر في المكان
يتمتم فيزركش المكان بالموسيقا
إنه قلبه الذي يفوق حجم المدينة المسروقة
هذا القلب أكبر من الموت
و أرحب من كون روحه حرة أكثر مما تحتمل قذيفة تجيد توزيع الموت على شوارع المدينة
والكثير من النهارات المشوهة بالخوف
هناك حيث اللاشيء وحيث كل شيء ..