ما من شيء يستوجب كل هذا العنف
بين مخلب العمر و الحطاب
تقول الشجرة التي نزفت دما أسودا على الأرض الميتة
ظل يتدفق من شرايينها حتى حفرت فيها ساقية تئن كلما مر من قربها فأس
احتطب روحها ذلك المتمرس يعشق صوت أنينها المقهور
عند الساعة السابعة صباحا
حينما يمر الموت من هنا
يعود الحطاب سكرانا بعد ليلة ساخنة
تستيقظ قطة مسكينة لم تنم جيدا بالأمس بعد أن أزعجها أنين الشجرة المذبوحة
الشمس تفتح عيونها بخجل
نصف استيقاظ
على عجل تجدد الشروق
ذلك الكلب ينبح بحنان بعد أن قضى ليلة دافئة قرب مدفئة لا تهدأ نارها
أطفال عاديون يذهبون إلى المدارس
بشكل عادي مثل أي يوم عادي
يوميات بلا كوارث قيد الحدوث أو الإنتظار
بلا ترقب لأي نوع من أنواع الموت
أي رفاهية تلك ؟
أي يوم عادي بامتياز لا تتوارى فيه خلف كوابيسك ؟
أدخل الآن إلى الشارع الخلفي
الممرات مرصوفة بآثار العابرين مسرعين دون أن يتركوا حزنا خلفهم
عصفور يعانق المدى و يسقي الصباح طهر صوته
بين حبيبات الندى المتساقطة على أجنة الورد يغفو كائن صغير جدا يغازل النسمة بنعومة
منوال دفء الكون يجدد انتماءه للملكوت
أبحث عني
عن أنثى نسيتها ربما على حبل الغسيل معلقة قرب حزنها القديم الذي لا يزال مبللا يقطر وجعاعلى أفكارها الساذجة و أوهامها التي تجددها كل يوم
الأمر لا يتعلق بالهراء
ربما هو هذا
أن تكتشف أنك هراء ،هذا أمر في غاية الأهمية
هي هناك معلقة في الخزانة قرب ذلك الفستان الأحمر،الفستان الذي
كان يرقص على لحن الشانيل عندما أرتديه
الأحمر القاني المزركش بخرز أسود و حبة كهرمان بقلب صورة للزباء و كمشة زيزفون
متروكة في صندوق للأشياء الفائضة عن الحياة تلك التي لا
تلزمنا ولا نرميها
كدمعة غافية على زند شباك مهجور
بين نزق الوقت و تلاشي الغد
بين تباين الزهر و ما يحيط به من أشواك
أبحث عن روحي
ارتدت وشاح الضوء
ثم تاهت مني
أعد الأرصفة و حجارة الشارع الرتيبة
أصغي لهذا التناغم المثالي بين روح الوجود و مخلوقاته
بين مكنونات الجرح الغائر وهذا الجمال
من أين يأتي كل هذا القبح للانسان ؟
حجرة حجرة
أقف عند الرقم عشرة
عند الرقم عشرة تماما قال لي النهر العابر لجسد المكان وهو يرمقني باستغراب
ماذا تفعلين هنا أيتها النشاز ؟