عند زرقة البحر في قلب الضباب..
يلوح بياض خيال الشراع الوحيد
عما تراه يفتـّش في البلد المستقرّ البعيد؟
و في الوطن ما هوّ أبقى ؟
يعبث الموج بالموج ، وتئزّ الريــاحْ
يترنّح الساري يمينا وشمالا
لكأنه لا يبالي
لكأنه لم ينشد يوما سعادة
لكأنه لم يهجر مرّة بإرادة
تعوي الرّيح تحته
وحواليه تهتزّ الدّنيا صاخبة
جفّ نور الشمس,
وكان بالأمس في لون الذهب
ولكنّه ما زال هناك.
جبّارا وعنيدا
تتقاذفه الأمواج فينتشي أكثر
ترجّه الرّياح العواتي فيتألّق مزهوّا
الله..
ما أروعه, وهو في قلب العواصف الهائجة
**
ترجمة أخرى:
**
يلوح من بعيد
شراع وحيد،
يتوهج بياضا
في زرقة الضباب.
ماذا يريد في البلد البعيد؟
وما خلّف وراءه في دار آبائه؟
تغنى الرياح,
ترقص الأمواج،
ويتمايل الصاري ويئن
يا للحسرة
فلا هو خلف السعادة يركض،
ولا هو من السعادة يهرب.
صفحة الماء تحته
أنقى من السماء،
والشمس ترسل عليه أشعتها
خيوطا من ذهب
والقارب المتمرد القلق يبحث عن العواصف
كأنما الراحة في العواصف.