قبل البدء : خلفَ الورودِ , لا قرود
هناك طفلٌ معذَّبُ العينيْن
*
الشَعْرُ , عمرُ الحبّ
مثلُ الخمر , يسيل بين الأصابع
أذكري , أذكري زهور الأرض
كان الخجل يحمل رأسكِ في حقيبة
ألفُ انهيار كان يطبع قدميكِ
أنتِ الآن هناك في الأعالي , فوق الرابية
حيث ينصب القمرُ أرغناته العملاقة الباردة
ترتعش الأشجار ارتعاشَ
قناديل البحر
بيدَ انك لا تؤمنين بصرخات الطبيعةِ , تلك
لو استطاعتِ الجبالُ أن تلمسَ الهواء
و أن تنضمَّ , عبره إلى ركْبِ الفصول
لسرْتِ حقًّا على الدرْب السماء
إنه لارتعاشٌ , في سن العشرين
أن يرى الإنسان عينيْه في ماء النساء
تبرّجتِ الغرفة كما يتبرَّجُ البحر
سحقنا صمتُ الأعشاشِ الرهيب
خلطَ الليل عمريْنا
كعصفورين يطيران معاً , منسحقيْن
تحت صمت الأعشاش الرهيب
يا نغماً تترنم به حجارةُ الجزر
*
من قال أنني أملك في خزانتي
مالاً أفتل به رأس بنت الهوى ؟
الرأس لا يُجدي
في الحبّ , الأقدام تجدي
تخطوا بنا خطوة
*
هناك بساتين لم يعدْ لها بلد
تعيش منفردة برفقة الماء
تقطعها حمائم , زرقاء , لا أعشاش لها
لكنَّ القمر فيها بريق من السعادة
فيها طفل يذكر فوضى كبيرة واضحة الطابع
*
يا حبيبتي
عيوننا زرقاء كعيون السجناء
إنما الأحلام تبعد أجسادنا
حين نتمدد نصبح سماءان في الماء
و يكون الكلام غيابنا الوحيد
أشعار جورج شحادة – ترجمة متري وهبه – مراجعة وجيه البعيني – عويدات- بيروت – 1988
Poésies II
(1948)