لجميع يريدونك نعجة ؛ مجرد نعجة ، الله يريدك نعجة ؛ تعبد وتسجد فى طاعة عمياء وتسليم مطلق ، وأن تصدق أن تفاحة رخيصة مسؤولة عن كل هذا الخراب والدمار ، وأن مخلوقا رفض أن يسجد لمخلوق تافه ووضيع وإمعة فكان هذا الصراع الدموى الأزلى الذى لن يتوقف إلا بنهاية العالم . ورجال الدين يريدونك نعجة ، تصدق أنهم ملاك الحقيقة وأصحاب الفضيلة ورؤوس الحكمة ، وأنك الناجى الوحيد من محارق ومشانق الآخرة بمجرد أن تتبع هواهم ، وأن ربك هو المعبود الأسمى وأن معتقدك هو الصواب شريطة أن تسلك الطريق التى يرسمونها لك ولا تشذ عنها . والسياسيون يريدونك نعجة ؛ نعجة تحشر فى قطيع طويل وكبير لتصوت لهم فينشروا القتل والإرهاب والجريمة ، ويسرقوا وينهبوا ويشعلوا الحروب فى كافة أرجاء العالم باسمك وباسم الحس الديمقراطى الرشيد . والفلاسفة يريدونك نعجة ؛ تقدر حروبهم من أجل هزيمة اللغة والخرافة والكهانة ، تؤمن بترهاتهم وهلاوسهم عن الميتافيزيقا وإصلاح العالم والهوية والمصير . والشعراء يريدونك نعجة ؛ تردد كلماتهم غير العاقلة وقصائدهم الكاذبة عن العدل والخير والجمال ، وأن تسهر أمسياتهم عائشا فى الفراغ معلقا بين السماء والأرض ومصلوبا فوق صليب المعنى . ومديرك فى العمل يريدك نعجة ؛ تكذب وتنافق وتتزلف من أجل رضاه ، وأن تنسب كل تعبك وكدك لفائض حكمته ووعيه وبصيرته . ومحمد السيد يريدك هو الآخر نعجة ؛ تصدق أنه رائع وشريف ونبيل يعيش عالما مقلوبا ويواجه واقعا عبثيا ، وأنه يقاتل ويناضل غولا وأشباحا مرعبة وعفاريت ، وأنه يضحى بالغالى والنفيس .
الكل يكذب وما من صادق فينا إلا الكذب ..
اللوحة ل Olivier de Sagazan