آه يا خريف ، محمّلاً بثمار ومصبوغاً
بدم العنب ، لا ترحلْ ، ولكن اجلسْ
تحت سقفي الظّليل ؛ هناك قد تستريح ،
وليتناغمْ صوتُـكَ الطّروبُ بمزماري الثَّـمِـل ؛
وكلُّ بنـاتِ العام سيرقصْـنَ!
غنِّ الآنَ أغنيةَ الفواكهِ والأزهارِ المفعمةَ بالحيويّـة.
.
” البُـرعُـمة النحيـلة تُـبرِز جمالَها إلى
الشَّمس، والحبّ يسري في عروقـها النابضة ؛
الزّهراتُ تدلّتْ على جَبْـهةِ الصَّباح ،
وأزهـرتْ تحتَ الخدّ المُتـألِّق للمساء الوقور،
حتى تفتّت الصّيف المتكـدِّسُ قُدُمـاً في الغناء ،
ونثرت السُّحبُ ذواتُ الرِّيش أزهاراً حول رأسها .
.
” أرواحُ الهواء تعيش على روائح
الفاكهة ؛ والمرحُ ، بأجنحة خفافٍ، يطوف حول
الحدائق ، أو يجلس مغنِّـياً على الشجر.”
هكذا غنّى الخريفُ المرحُ عندما جلس ؛
ثمَّ قام ، مورِّداً ذاتَـه ، وفوق التلِّ الكئيب
هرب من أبصارنا ؛ ولكنّـه ترك حِملَه الذَّهبيَّ.
*
ترجمة : د. بهجت عباس
**