يوميات بعيدة النظر- أمل عايد البابلي

حينما أتأمل المرآة
أرى وجهًا غريبًا عني
لا يكف عن الدوران
حول أفكاري الكثيرة
لست من كوكب آخر
ولست يابانية ترتدي تنورة قصيرة
لتأتي الريح فتقلب التنورة
بمزاج هادئ …
أتأمل الكلام حينما ينسكب
من الشفتين كأنه ماء رقراق
في ساعة متأخرة .

أشتري تذكرة
وأحمل حقيبة تجرها محطات متعددة
تقلب كل أحلامي
وأتركها تخرج من ثقب عيني
كما لو أنها اسماك زينة
ثم أدسها في جيبي وأهرب
بالجلوس خلف زجاج مقهى
ضاحكة
على تاريخ طويل
محمل بالأسى دون أن نعلم لماذا ؟

أتامل
ذاك الرجل … أيها الشحنة الكهربائية الخطيرة
كيف أرسلت البلاد تباعًا لمقبرة كبيرة؟
وبقيت أنظر لزبانيتك دون أنحناء
كأنني قنفذ يخاف الظهور
وهو يستند لعصاه كجدة الحي القديم .

أتأمل
نافذة الفيسبوك
كأنها مزاج طفلة مدللة
تفقد أعصابها
حتمًا سيموت الكثير
حين تبتلع الزوبعة رأس الحلاق
كأنه ملعب كرة قدم عالمية
تدحرج هموم الأسبوع
براس حارس المرمى .

بكل مرة أقرأ بها
الصحف..
وأركز على الملاحق الثقافية
أجد جثتي تتكأ على نافذة المقهى
والأحد يلتهم أرغفة الناس
كأننا في غابة الشهر الباهت
نحصي عدد أصابع الاتهام
وفناجين القهوة
سجائر الضباط
ملابس في الدولاب
هرولة هارب
نزيف معارض
انتفاضة موؤودة
مرارة لسان مقطوع
..
كفى
كفى
أرددها مراراً
ليسامحني الرّب
فكل مفاصل الشبان
هي حرب باردة
بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية
فلا يهمني
أمور قبيلة ألتهمتها على مضض

وأطهو أخطاء النهار
في قدر رأسي النحاسي
أهش بها خساراتي آخر الليل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى