بعد قليلٍ
سينزعون رأسي في أسى
ويلقفون كرات الحزن
بعد أن تفرّ
كطيورٍ حبيسة
من عينيَّ المفتوحتينِ على فراغٍ أبيض
وللمُجَاملة فقط
سيفتعلون بُكاءً مسموعاً
ولن
ينزعجوا من رعشةٍ مُتَهورةٍ
تعافرُ بأطرافي
فكل محاولة للمقاوَمة
ترجفُ
كعصفورٍ وقع في شَرَكٍ محكم
يُمكن لحبيبتي أن تبكي قليلاً
ليس لأنها تحبني
ولكن لأن وجهي
سيكون مثيرًا للشفقةِ:
تنكسر قسوته – فجأة-
وتتهدل خيوطهُ
وأمام عشيقتي القديمة
سيتلكأ نعشي قليلاً
وقبل أن يتركوني بمفردي
لابد أن وردةً
ستنبُتُ على خدي:
تشرب الذبول المتكوم
أسفل جفوني
وتبكي
ستكون مهوّشة كالحزن
وكبيرة كصيوان العزاء
أصدقائي
سيفرحون في أعماقهم
رغم مسحة التعاسة التي تغلف وجوهَهم
سيميل صديقي ليسر لأحدهم
بأنني لم أكن أصلي مطلقاً
وأنني أغويتُ خمسين امرأة على الأقل
سأضحك كثيراً
لأن أخطائي كاملة
تنام معي
سأوقظها واحدة.. واحدة
وبعطف هائل
سأمنحني الغفران.
170 دقيقة واحدة