حنان.متعة، ولكنها أيضاً تقييم مقلق لتصرفات حنونة تصدر عن المعشوق بقدر ما يعي العاشق أنه ليس صاحب امتياز ها الحصري.
-موزيل:
1- ليس المقصود فقط الحاجة إلى الحنان، بل الحاجة إلى أن نُظهر الحنان للآخر: نضع أنفسنا في دائرة طيبة متبادلة، يكون واحدنا فيها بمثابة الأم للآخر، ونعود إلى جذور أي علاقة، تلتقي عندها الحاجة والشهوة.
يقول التصرف الحنون: اطلب مني كل ما يمكنه إرقاد جسدك، لكن لا تنسى بأنني أشتهيك قليلاً، وبشكل خفيف، ولا أريد فوراً أي شيء منك.
ليست اللذة الجنسية مجازية: فهي تنقطع بمجرد الحصول عليها: كان عيداً، دائما مقفلاً، بإزاحة المحرَّم، الموقتة، والمراقبة.
أما الحنان، فعلى العكس من ذلك، ليس سوى مجاز لا متناهي، ولا يمكن إشباعه.
فالتصرف وفترة الحنان (الانسجام اللطيف خلال سهرة ما) لا ينقطعان دون ألم: يستعاد التفكير بكل شيء: يعود الإيقاع-فريتي*- وتبتعد النرفانا.
2- إذا ما تلقيت التصرف الحنون عند الطلب، أشعر بأنني قد غُمرت: أليس هذا التصرف مكثفاً عجيباً للحضور؟ ولكن إذا ما تلقيته (ربما في الآن) في حقل الشهوة، أقلق: إن الحنان، كحق، ليس حصرياً، علي أن أقبل بأن ما أتلقاه يتلقاه الآخرون أيضا (أحيانا أرى ذلك بنفسي).
حيث تكون حنوناً، تتلفظ بصيغة الجمع.
(كانت “ل”… ترى بذهول، ” ب”… وهو يلاحق النادلة، في ذلك المطعم البافاري، طالباً كأساً، بالنظرات الحنونة نفسها، بالنظرات الملائكية التي تهز مشاعرها، حينما كانت توجه إليها).
*زن، بالنسبة للبوذي، تعني كلمة فريتي سير الأمواج والسيرورة الدائرية.
الفريتي مؤلم، ووحدها النرفانا تستطيع أن تضع حداً له.
رولان بارت
شذرات من خطاب في العشق