لا سبيل لأن تعودي
قد تآكل كل ما سلكتيه من طرق
وسقفُكِ الأخضر مهترئ
يتساقط على تماثيلكِ المجوّفة
…
سيري إذاً
بأذنٍ صماء عن جوقة الآلهة
وعن معزوفة الإغواء
فعمّا قليل يستوطنُ الهباء ذراتها المتبقية
ليتفتح نداء الموت
ويأتي في نشاز الصمت
إلى المقطوعة المسروقة
…
لا مفر من أن تلاقي أناكِ ثانيةً
مخيضاً من سواد وبياض
على المرايا المهشمة
فاقرعي بالمرآة كأسكِ
لتشربي
نخب كل ما حلّ بكِ من خراب
…
عُمِّدت أقدامكِ
في كنائس الوحل
ونُشبت أصابعكِ
صاريات للسفن الراكدة في المنفى
وها أنتِ هنا
عند كل فجر
تشرّعين في المدى شَعركِ
تطعنين به الغمام
لأنكِ صدّقتِ البحر حين قال
“على الغمام أن يفنى كي أدرك كنه زرقتي”
فأطبقي على ملح البحر
عينيكِ
للمرة الأخيرة
و نامي…
244 أقل من دقيقة