لا تكن مهذباً في تلك الليلة الفاصلة.
على العجز أن يشتعل ويحتد في ختام اليوم؛
ثر، ثر ضد فناء الضوء.
*
رغم أن الحكماء عند نهايتهم يعرفون أن الظلام حق،
لأن كلماتهم لم تسرب أي بريق، هم
لا يستسلمون بتهذيب في تلك الليلة الفاصلة.
*
الرجال الصالحون، الموجة الأخيرة بالجوار، يبكون الآن بوضوح
أعمالهم الواهية التي ربما كانت سترقص في خليج أخضر،
يثورون، ويثورون ضد فناء الضوء.
*
الرجال الجامحون الذين قيدوا وهم يغنون للشمس في رحلة،
وتعلموا، بعد فوات الأوان، أنهم حزنوا عليها بذات طريقتها،
لا يستسلمون بتهذيب في تلك الليلة الفاصلة.
*
الشيوخ، الموشكون على الموت، الذين يرون ببصر أعمى
أن العيون العمياء يمكن لها أن تحترق مثل الشهب وتكون سعيدة،
يثورون، ويثورون ضد فناء الضوء.
*
وأنت، يا أبي، هناك فوق ذلك التل الحزين،
تلعن، وتُبارك، الآن مع دموعك الوحشية، أُصلي.
ألا تكون مهذبًا في تلك الليلة الفاصلة.
فثر، وثر ضد فناء الضوء.
نص: ديلان توماس
ترجمة: عبير الفقي