الألوان:
كائنات أنثوية خرجت للتو من
مطر السحاب، و كلما دنت
منها السماء تزداد ارتفاعاً وشموخاً
الألوان :
لا تهاجر هي الطيور
أينما سافرت لها الفضاء مرتعاً
متوحدةٍ فيه الى أبدية لا تنتهي
من الروعة.
الألوان
لا تومئ إلى زمن ذابل ولا شجن
قادم
ولا هي معنى للجمال أو للقبح
هي عرض أزياء احتفالي
لاشتقاق ما هو مباح من الطبيعة
فيها يهيج الحنين إلى
الوصف والدهشة
الألوان :
استيقاظ الحواس وراء شرفة زجاجية
واسعة المدى ترشد العين
ما ينتظر القلب من سكينة ورحمة.
الألوان :
إنبِلاج الصباح على خدود الأزهار
و الأحراش البرية الوحيدة في عزلتها
الشوكية.
الألوان
نداء عروق الرخام في واجهات البيوت
وانتقاء الكلمات للفرح و الحزن
وللقصيدة أجنحة . .
الألوان :
كامرأة تتعرى على
مهلها في خيال عاشق
معنى من معاني
الغيوم, وتغير مزاج الحياة
المتقلبه.
بوح النايات
بوح نايات القصب وصلت
بأغنيتها أبعد من الضوء
الأبيض الذي يصطحب الملائكة .
يتماهل اللحن و يشير إلى هبوط
السعادة من السماء لتسكن الأرض .
يسطع اللحن بنجوم تنبض على شفاهي
مطراً مرصعاً بأكاليل الشوق للقبل العطشى,
بينما أنا هنا أقرب الى السماء
من الأرض البعيدة , يمتد اللحن
كنجمة تضطرم غمامة في ليل ضائع
لكي يتوهج نهاراً في الفجر الفج القادم
من عصارة الندى.
لحن ٌٌ يجلب التوهج لنجمة ترقد على
أصابع العازف
نارٌٌ في لهيبها تتلاشى ضوءاً
في عتمة البيادر
يتأوه الريح من عذوبته يرقد
بهدوءٍ و ألم ,
هذا اللحن خفيّ ومقتدر.
كموسيقى ترتج صمت الغابات
بنشيد الشجن , والأمل
بتنهدات لا تعرف الضجر ولا
عراك الملل, للنايات
مثلث من الوجد و الهدوء
و الشجن يسبح في أطلس
السماء شعاعُُ يمتد من فم العازف
إلى فضاءٍ لا ينتهي يا أنين الوجع
صاحبة العينين الطيبتين
صاحبة العينين الطيّبتين اسمها حبيبتي،
وعندما يحين الوقت،
سأقدم لها
الزهور و قصيدة كنت قد كتبتها
في خلدي منذ زمن الطفولة
لن أتردّد بعد الآن سأقول لها
كنت دائما في انتظاركِ
يداي ترتجف من شدة الفرحة
لدفْ يداها الساحرتين
من عشرين حديقة عيناها
شفاهها الخام من رحيق الحب
و أنا منذ ألف حلم أراها
لا هي أتت ولا رحل الحلم
كلّ ما كان بوسعي هو
أن أبقى أحلم لربما هو الأجمل
ما لدي .
الصمت
هذا الصمت يشعر بانفصاله عن الأشياء.
جرعة صغيرة منه تكفي له ليخلد الى النوم.
هذا وكل شيء ما زال، في مكانه الصحيح
تماماً كما جسدي هنا
في حضرة حواسي، الصمت
متكلم حتى وأن كان نائماً
هو تاريخ الذاكرة المشبعة بالألم
حتى الأشياء في هذا الظلام أستطيع أن أعرفها،
بحواسي الصامته
تماما كما أعرف بأن الدمّ يجري في عروقي.
الصمت قوي و مخيف
ينام في كلّ نبتة، وكلّ حجر،
الصمت بكل شيء حي.
الليل ليس ذو شأن لو الصمت
و مهما صرخ الضجيج الصاخب،
يشق طريقه الى الصمت في النهاية
في البيوت، صمت غريبا. يرقد
في الزوايا المهملة وفوق الغبار
حيث يستريح النهار
يختبىء تحت طياته جراح وألم.
عارف عبد الرحمن – شاعر سوري مقيم في السويد ، صدر له عدة دواوين، منها توت احمر، والأنثى والأرض، والظل الآخر، وغيرها