شاهد الشغف الكذاب
أنا مفتاح غربة كل مسكين
يطوي البوح بي
و يرتمي فوق أشلاء الذعر
و دفء مستكين
لا تهرول خوفا أخي
أنا مثلك .. دمع نسته الأرض كثيبا
و ترسب نحيبا
فوق الشغف المزور
الميت بعد حين
تفنى أساطير اليومي بي
ضحكاً .. خوفا .. زمهريراً
و أبقى شاهدا أخيرا
فوق قبور المخدوعين
***
همهمات مسروقة من الوقت
نبالةُ شعور ..
و قلبٌ غضُّ .. شفيعُه الصدقُ
و ناصيته الغرور
كليم الذات ..
بعيد المراسي
باطنه الرحب خليل الأماسي
و ترانيمه مفتاح عبور
في تفاصيل يقظته حلم
و لرقدته صحو بأمانيه كفور
يتلمس بين الأعالي سهلاً
واقعاً ضحلاً ..
زاده ابتزاز أقدار
و بين جنباته شغف مهجور
***
البحث عن ذاكرة ما
كفيف يتلمس ذكرى
كظمآن ينشد المطر
ككمان قديم مغبر
يتوسل أنامل تحييه
لحناً في وتر
و أغنية على شفاه جميلة
ترسم إحساساً ولى .. بصاحبه كفر
صار رفيقاً للقمر
حرف يدونه
و همس عتقته ذاكرة خجلى
و بقايا طيوف تسامر السهر
***
روحٌ تصفُ ذاتها
سكنتِ بقايا صروح القمر
و خلدت من قد جفاه القدر
بحرف سما حزنه و الفرح
ففيه النذير و ما قد عبر
تجليت من كأس خوف الغريب
لتروين صمتاً فصيح الأثر
بنور يغني أما من حياة
و حزن نفى طيف حب غمر
دروبك ملأى بكل شعور
ففيك الحبور و فيك الكدر
سميرة كون حوى كل شيء
نظيرته باختلاف الصور
جمعتي السكون و مر النحيب
كأرض تضم صنوف الثمر
***
رحيق الخيبات
الجمال يكمن في البدايات
يا صاحبي الفطن الذي أروي به الأبد بحلم
بنشيد كاهن ..
بنحيب مكلوم أمام رفات
بتغن يعلو السموات
بسراب رواء يمسح موتي
و ينهي مهزلة النهايات
ذات حظوة آت ..
ذات نحيب آت ..
ذات موت آت ..
يا وجع الكلمة الحاني
يا صمت الأزل المداوي
يا رحيق الخيبات ..
***
اللحظة حرفًا
أنا لحظة لن تمر عفواً بعين الدهر
و لن تبقى حبيسة صدر
سراب الحزن سيمضي
و عين الحرف بما أبقي ستقر
ستخلد كالسنا عنواناً و عزاء
و إن دفنت تمضي شهيداً و فداء
و إن سعد المجد
سيشرف معها بلقاء
إن صام أمسي و غدي فله ذلك
قد باح حرفي و سرى جسد لهالك
في ليله يسمو شهاب
هو جذوة القدر الحالك
يا شمعة الروح اسهري
و ترفعي جليلة كالمشتري
قد صان قدرك لائذ
بسنين عمره يشتري
***
عالمٌ موازٍ
بكاء طفل رضيع
حبوه
تمتماته الغير مفهومة و عشقه للعق الأصابع
إشارات خوف و تحد و رغبة و تواصل
كلها تستشف عالماً آخر موازياً ليس له عمر محسوس
فهو لا ينمو مع الزمن .. بل معك
يصغي إليك و تصغي إليه
و تتجشم عناء تشكيله ليظهر كبكاء رضيع
و حبوه
و تمتماته
و لعقه لأصبعه
حتى لحظة البلوغ التي سيسرح فيها فوق كل الآلام
ضاحكاً من طفولته و لها
و حانياً على الرضع المكابدين آلام وجودهم الجديد
و عارفاً مساحتة المحدودة في أنفس ..
و الممتدة للا نهاية في أخرى
متسامحاً مع كل ما كان يجهل .. مشرفاً بثقة على ما يخفى
متصالحاً و زاجراً مع رفيقه المادي بهناته و ضعفه .. و لحظات صعوده و تلاشيه
كل ذلك في لازمن .. سوى زمنك أنت ..
________
نصوص: فواز السلامة – السعودية