انتحار المعيار – شادي سامي

قسم:
أشخاص:
بلدان:

نص تجريبي

هذا ليس خبرًا صحفيا 

ولا هو عنوان منافيستو ثوري

هذا هو ..

بشكل مجرد 

وخال من البلاغة

بأكثر الطرق مباشرة

جرعة صافية من الحقيقة التي لا تطاق.

ملابسات الحادث:

يقول أحد الشهود

حيث يتقدم عنصر 

يتراجع آخر

الجمع محكوم بالحركة

ولكل حركة قانون.

تعود بدايات القصة

لسنوات “منحدر الصعود”

حيث أُعلن من قبل المتحدث الرسمي 

عن وفاة المنطق في ظروف غامضة.

التاريخ يبرر هذه الجرائم

تحت مسمى “الضرورات تبيح المحظورات”

وأن” الأمم لا تنجب عظمائها إلا مرغمة”.

كان على النظام حينذاك

إعادة ضبط المصنع.

اختراع المفردات

وظيفة يمكن للذكاء الاصطناعي إتقانها،

ومن ثم كانت ضرورة العودة للجذور.

بالبحث في أرشيف العائلات

وهو أرشيف متنقل

يسمح بالإضافة/ الحذف إليه ومنه 

بما لا يتعدى ال١٪ من الأصل

تنقطع الطرق اللازمة للعودة للجذر،

ومن ثم كانت ضرورة اختراع طريق.

صاحب بيضة لا يصارع صاحب مرقد.

في أزمنة غابرة

عرفت الرجال مؤهلات الحرب

فعدَّت عدتها

وصنعوا الطريق وغرسوا الجذور

فصار لهم جذر وطريق ونبت وحيز،

ولأن رجال الأمس 

لا يشبهون مسوخ اليوم

فكان لزامًا على المجرمين 

وأد المنطق.

قطع كل صلة ممكنة بهذا العالم القديم.

وعلى مرِّ سنوات 

تمت أنسنة الجريمة

وإلباسها لباسًا عصريًا أنيقًا،

في غفلة من الحراس 

تحرش المسوخ بالمعيار

حاولوا تطويعه في خدمة القضية الجديدة،

المعيار الذي كان عجوزًا جدًا 

على أن يُطوَّع،

فهم المآلات

اعتذر للباقين المجهولين في البلاد

وغادر 

دون أن يكتب للمسوخ

رسالة قصيرة لوداع طويل.

________________

نص: شادي سامي 

العريش ٨ أغسطس ٢٠٢٥

زر الذهاب إلى الأعلى