أطلقت مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر يوم الأربعاء ١٨ أبريل هاشتاج international send nudes وسيعاودوا إطلاقه العام القادم والأعوام التالية بالتأكيد، وفيه نبعث صورنا ونحن عراة تماماً بما أن العري وسيلة للتواصل والجسد آداة لذلك. وهذا للأصدقاء والاقارب والعائلة والعشاق، وفيه نقوم بتصوير نفسنا عراة تماماً أو نصف عراة، ويُنصح أكثر ببعثه لمن اتصلنا به جنسيا، ذلك أن نظهر جسدنا كله أو مناطق العورات المحرمة.
وقد لاقى هذا صدى عكسي فى مجتمعنا العربي، حيث الجسد فيه محرم إلا فى الزواج، فالعربي يقمع جسده كما يقمع عقله ومخيلته، لأن القمع يساعد فى طمس الإبداع والقدرة على السيطرة على البشر.
يقمع العربي جسده لأنه مدعاة للتحريم من قبل أعرافه وثقافته ودينه، فنحن نخاف من جسدنا وجسد غيرنا أكثر مما نخاف من عقلنا ومخيلتنا أحيانا، لكنهم مشتركين، فالعقل والخيال معنا فى التفكير وتخيل كل ما هو محرم من الجنس الآخر. لأن الإنسان ببدائية وتلقائية يخلق ما هو محرم عليه فى مخيلته ويبدأ فى التعامل معه على أنه حقيقة، فالشعور بالجسد أولي جداً قبل الشعور بالافكار. فغالبية الشباب يعتنون بأجسادهم لأن السخرية منها تثير فى كلا الجنسين الضيق الشديد. لذلك تضع النساء المكياج لتجميل نفسها، فبالتالي أي شىء يدعو إلى تحرير جسد المرأة والرجل يلاقى عنفاً مز المجتمع ومن السلطة الدينية (الراعية الرسمية للكبت). ولكن الحالة النفسية للمجتمع متدنية جداً فالعربي مكبوت جنسياً وأدبياً وفلسفياً ودينياً .. إلخ، فكبته هذا لا يجعله يخلق شىء إلا أجساد الجنس الآخر فى عقله. لذلك نجد أن الغرب استطاع أن يتحرر قليلاً من الجسد بعمل نوادى الجنس والمثلية، ولكنه أيضاً أهدر قيمة الجنس وأهميته النفسية بالاباحة المطلقة، فقد كانت عائلتى تدير القناة التلفزيونية عندما يأتى مشهد تقبيل أو رقص فيذهب الولد إلى الاستمناء وتذهب البنت إلى ممارسة العادة السرية.