لغنائها وقعٌ غريب في الأذن،
مثل قيثارة تهتزُ، مثل أوتار مرتجفة،
توقظ المغني النائم.
«لماذا يدقُ القلبُ بمثل هذا الخوف،
ما هذه الأصوات، الشبيهة بهارمونيا
نجومٍ وأرواحٍ تبكي؟»
ينهضُ، يقفزُ من فراشه،
يديرُ رأسهُ باتجاه الظلال
ويرى أوتار الذهب.
«تعال، أيها المغني، إنها ترفعك إلى الأعلى والأسفل،
عالياً في الهواء، عميقاً في الأرض،
هذه الأوتار التي لا يستطيع إمساكها».
إنه يراها وهي تنمو، تتفرع كثيراً،
روحهُ، في الداخل، قلقة بعمق.
يرتفعُ الصوتُ في الهواء.
إنهُ يتبعهُ، وهو يغويه
بسلالم لا مرئية في الأعلى والأسفل،
هنا، هناك، وفي كل مكان.
إنهُ يقفُ، ينفتحُ بابٌ ويهتزُ على مداه.
انفجارٌ موسيقي من الداخل
سيحملهُ يعيداً.
قيثارة ذات تألقٍ ذهبي رائع
تتصاعدُ الأصواتُ بأغنيةٍ طوال الليل والنهار،
لكن ليسَ ثمة من يعزف.
أنها تتشبثُ به مثل الرغبة، مثل الألم
يهتز صدرهُ، قلبهُ يدقُ بإيقاع أعلى من أن يسيطر عليه.
«تعزف القيثارة من قلبي،
إنها نفسي، وخزانتها – الفن
الذي يتدفقُ من روحي».
بطريقةٍ جميلةٍ يصنع الأوتار،
يهتز الصوتُ عالياً مثل ينابيع جبل،
ينتفضُ بدويّ يشبهُ الجحيم
يتدفق دمهُ وحشياً، يعيداً تتحركُ أغنيتهُ،
لم يكن يتوق للألم بمثل هذه القوة،
إنه لم يعد يرى العالم.
531 دقيقة واحدة