فؤوسٌ كثيرةٌ ناشبةٌ بأرضك
تقفُ ببراءةِ فطرٍ خبيث
ولأنك تبعدُ عن الآحاد
وتكرهُ أن تكون فردا
تنشطرُ على نفسِك بلا توقف
تكدست عليك أجسادُك
والأرواحُ المعلقةُ على مساميرك
تتألمُ كلما ثمل الهواء بها
أنصافُك الرملية تتطاير
فلا يمكن أن تمنعَ شهقاتك
ولا يمكن أن تتوقف عن تعفير وجه الكون الصافي
صدرك قفرٌ إلا..
من ظلال الذين مروا وحاولوا حصادك
فلا تلتفت في الحُبِّ
إلا لنصفِه الشوكي الأصفر
أنت شريكٌ في الجريمة
لو لم تلقِ قميصَك على كل العميان
لو لم تر أن كلَّ محبٍّ هو بالضرورة حبيبك
لو لم تمنح نفسَك فلكا لكلِّ مَن يدور
لو لم تلقِ بنفسك من فوق كل ما هو عالٍ
لا أحد يلملم شظاياك
تغفر لك أصابعك الناعمة على كل الخدود،
عينك اللاهبة على وجه عجوز
ما زال يستقبل بها العمر بدهشة،
حاجباك المقوسان على وجه طفل
مليئان بالتساؤل القلق الذي لا ينطفئ،
فمك يملك ذاكرة للكلام غير ما تهلوس به،
نفسك الظامئة للجهد الأبدي
استغلتها الأبدانُ في تسلُّقِ الماء،
صدرك الذي انشغل عن سعته
بضيق الأحضان المستطيلة
صدرك الذي لم يخبر المسافات
صار يعرف الطول والعرض
فكيف تنجو
وقد صرت محدودًا
حين انفرطت في العالمين؟!
نص: ياسمين صلاح