المصلحة غلابة ياعبد العال – مشاعل بشير

أشخاص:

كتبت: مشاعل بشير

تتسللُ الشمس بخجل إلى هذه الزاوية المظلمة من العالم، حيث عناوين الأخبار افترشت دون حياء سريري.

الاندفاعُ الأمريكيُّ لإصلاح ما أفسدَه حكمُ ترامب، أشبه بذلك الفأر الذي يركض دون توقف داخل دولاب، السؤال ليس متى سيتوقف الدولاب عن الدوران، لكن السؤال… هل سيبتلعُ الفأرَ المستعجل؟

فتصريحات بايدن إزاء القضيةِ الفلسطينية – مؤرقةُ مضاجعِ الأمة – كاعتبارِ الضفة الغربية أرضًا محتلةً، وإن كانت مجرد لفتةٍ لحفظ ماء الوجه؛ إلا أنّه اعتبارٌ ضايقَ الكيان الصهيوني المحتل، المتضايقُ أيضًا من ماراثون إحياء الاتفاق النووي مع إيران، بغض النظر عن حماقةِ نظام خامنئي التي ستحرق مضمار سباق الماراثون لأسبابٍ قد أشرحها لاحقًا، أو في مقالٍ منفصلٍ. لكن هذه الحماقات إن تحققت ستخدم مصالح الكيان الصهيوني. 

التهديدُ المبطنُ من بايدن إلى قُمرة القيادة في السعودية بأنَّ التغيير قادم، أو كما قال في مقابلة متلفزة “أن هناك قائمةٌ بالأشياء التي نتوقع من السعوديين أن يفعلوها، ومن بينها أنه يجب إنهاء الحرب في اليمن”، ويبدو أن ذلك قيدَ الإنجاز، ببطءٍ، وأكثر دموية. 

هذا السباقُ مع الزمن يلفتُ أنظار العالم، تحديدًا الخليفة العثماني، حيث يسعى جاهدًا للفت نظر بايدن، للحصول على استحسانه، لبدء صفحة جديدةٍ مع الحليف الأخطر لكن الأهم، بعد أن أنهكت لعناتُ ترامب اقتصاد تركيا، إلى جانب مغامرات الخليفة العثماني هنا وهناك. 

ولعلَّ من أبرز محاولات الخليفة العثماني، هو التقاربُ المفاجئُ مع مصر! وهنا مربطُ الفرس!

بلدان ورئيسان تحت تلسكوب واشنطن، ففضائح انتهاكات حقوق إنسان وفقا لتقارير منظمات غير حكومية تطفح على السطح، لذا فهذا التقارب ونوايا المصالح يخدم البلدين والرئيسين. 

عمومًا، أظهرت تركيا حسن النوايا عندما أصدرت قرارًا بمنع قنوات الإخوان المصريين من مهاجمة النظام في مصر، على الرغم من أن الخليفة العثماني يفخر بكونه إخوانيًا. 

لا يوجد تمثيلٌ دبلوماسيٌ بين تركيا ومصر منذ ٢٠١٣، لكن وزيرا خارجية البلدين أعلنا مؤخرًا “عودة التواصل الدبلوماسي بين البلدين” ووفد تركي سيتحرك إلى مصر مطلع مايو المقبل.

كيف وصلنا إلى هنا؟! آه صحيح، القرابين التي يقدمها العالم لصعود طائرة بايدن من طراز كونكورد! أعلم… أعلم… تم إيقاف تصنيع هذه الطائرة على الرغم من إنجازاتها الخارقة. 

لهذا دعونا نتساءل، هل في العجلة الندامة أم أنه حقًا سيصلحُ ما أتلفه دهرُ سابقيه؟! وعلى حساب ماذا أو مَن؟!

إلى ذلك الحين، ماذا عساي أن أفعل بعناوين الأخبار الملتصقة على مريئي؟!

مشاعل بشير

16 أبريل 2021

زر الذهاب إلى الأعلى