كيف سنكتبُ أسماءنا
ثم نرجع ثانية نتسكّع في آخرِ الأرض
نوغلُ في التيه من سغبٍ
كيف أجلو الكتابة من صدأ الخوف،
أصقلها ببريق الصّبا.
كان يجلسُ قرب السرير
تجاسر أن يسرق العشب
يطوي البراري على راحتيه
غداً، سوف ينقسم الناس قال،
وخطّ
بأصبعه
في
الترابْ.
.. وسواء، غسلتها بالطهور من الماء، أم عفّرتها بالتراب
سوف تبقى الغواية تنتحل الورع بوقاحة
لن تقبض أبداً على ظلّكَ المُستاء من شغفه الجحيمي،
الشغف العاكف على الصدف الإباحية،
الحافل باليأس المهذب
في آخر الأمر يسيء العاشق لأصابعه،
ويسقط ضجراً في عثراته
حسبكَ من ذلك، أثر الخذلان عقب تفرّق سعاة البريد،
حسبكَ الألم عذْباً صائغاً يتدحرج في جوفكَ،
حسبكَ الذكرى الخادشة للحياء،
الذكرى التي تتقمّص ثياب المجاز
إنَّها في انتظاركَ كالمُعتاد
ضيّق بابها، ومقعدها شاغر لم يُمس،
مقعد ينذر بفحشٍ وَشيك
مقعد بتقرّب إليكَ كلَّما عفوتَ له عن ذنب،
كلَّما كنتَ به أرحم من عطش المتاهة،
من فتنة الإطراء، ولهاث المكيدة.
.. وأنتَ تطلّ على حنينكَ البعيد
صاعدًا على حافة الشهوات
تسقط من علوّ شاهق
وتكون عرضة للشتاء
الشتاء أكثر دفئًا وإنسانية –
حين تطلّ على حنينكَ القريب
تخرج في مشهد رشيق
قامتكَ تقف شاهدة عليك
لا تريد الدخول معكَ في
جدلٍ لا ترغب فيه.
حين يطلّ على…
يجفّ حِبر اللوعة،
وترتدي الوجوه أوَّل سوءاتها.
*نص: إبراهيم زولي