يجيئون في الليل، كخيوط الضباب،
وكثيراً ما يأتون في وضح النهار.
دون أن يُرَوا، يتسللون خلال
الشقوق، ثُقوب المفاتيح،
دون ضجيج، لا يتركون أثراً،
أو قفلاً مخلوعاً، أو فوضى.
إنّهم لصوصُ الزمن
خِفاف ولَزجون كثمرة اللِيتْشِي الصينية
يشربون زمنك ويبصقونه
بنفس الطريقة التي تقذف بها نفاية.
لا تراهم أبداً وجهاً لوجه. وهل من وجوه لهم يا ترى؟
شفاهٌ ولسان نعم، بكل تأكيد
وسنٌ صغيرةٌ مدببة.
يمصّون دون أن يحدثوا ألماً
يتركون فقط ندبةً شاحبة.
*نص: بريمو ليفي
*ترجمة: عبدالقادر الجنابي