نعم أيها المجتمع الوسخ، نعم يا معشر المتشددين والمتدينين والسياسيين الأنقياء، أنا هي تلك الفتاة العاهرة التي لا تليق بكم، جميعاً.
أنا هي تلك الفتاة التي ترجمونها في أوقات فراغكم من فوق منابركم الدينية، ومن وسط ساحات النقاش الدائرة ليلاً ونهارًا.
أنا هي يا أيها المثقفين المبجلين، يا رعاة النسوية نهاراً، وفي الليل على مقاهيكم وجبة نميمة شهية.
أنا من اغتصبتومها في الشوارع، وتحرشتم بها في الميادين، ودافعتم عنها من أجل التصفيق والإطراء، وحلمتم بمضاجعتها في المساء بعد انتهاء السكوسيه السياسي المتين.
أنا هي، أنا هي أيها السياسي الهُمام.
أنا هي من تتهمها بالكذب والادعاء والانتماء الأمني كلما عجزت عن فهمها أو صيدها.
أنا هي أيها الشيخ المتدين الأمين الذي صوبت نحوها فتوتك لتبيعها في سوق الشريعة برخص التراب.
أنا هي، أنا هي التي تدخن ولا تمسك تلك السيجارة أمام أبيها، حتى ترحمه ولا تجرحه أمام مجتمع يحاكمه طوال اليوم، ويعايره بابنته المتحررة.
أنا هي الثورية التي علمتك الحب والحياة، وأنت لم تبحث عن نفسك سوى بين فخذيها.
أنا هي يا صديقي العزيز يا من صدقت فيَّ شتائم الجميع، وصلبتني مثلهم لأنك لم تتعلم أن تثق في أنثى بعد.
أنا هي يا أصدقائي الثوار، إحدى ضحايا الرجل الثوري الشهير، صائد الفراشات الذي تبعتموه جميعاً. ومازال وسطكم يصطاد غيري وغيرهم، وأنت تربونه كالقط الثمين كي يلتهم آخرين.
أنا هي من حلمت وتبنت أحلام الأصدقاء، وفي صباحٍ استيقظت كي تجد الصليبَ لها مُعدٌّ تحت بيتها في أكبر ساحات الادعاء والجُبن.
أنا هي من حدثتموها عن حرية المرأة، وحللتم لأنفسكم جسدها، أن سنحت لكم الفرصة يا أغبياء
حقاً لم يسلم منكم أحد، لم يسلم أحد.
كفاكم ادِّعاءً وخراءً.
كفاكم أيها الشيوخ ُفتاوى لبيعنا في أسواق الزنا، فالله شاهد عليكم ويعرفكم بالاسم يا خونة الشرف.
كفاكم أيها الرجال المثقفين عبثاً وكتابةً عنا وعن حقوقنا، وأنتم تخونونا في المضاجع كل نهار، وعلى هامش حياتك هناك أربعة معلقين بك وراء قصص وهمية، تخلقها لهم من فرط عجزك وفقدانك للأمان وخوائك.
كفانا أيها السياسيون عهرًا وبيعًا للقضايا.
كم فراشة قتلت تحت أقدامكم بلمعان قضاياكم بعد أن امتصصتم دمها حتى النخاع؟
كفانا أيها الأصدقاء تداول القصص على مقاهينا، كفانا ابتذالًا وصمتًا على كل المدَّعين.
مدعي النسوية، من يدافعون عنها نهاراً وفي الليل يبحثون عنها بأي مقابل
سئمت منكم جميعاً
سئمت الأحكام و سئمت رائحتكم العفنة
سئمت أجسادكم وعقولكم المشوهة
سئمت أنانيتكم، سئمت ادعائكم وإعلامكم
إن أردتم أن ترجموني فهيا..
أنا هي تلك الفتاة..
أنا العاهرة المتاحة للجميع، المدعية، الكاذبة، التافهة، محدودة الذكاء، الأمنجية الخائنة.. مين يزود ؟؟؟
هه مين يزود ؟؟؟؟
ارجموني إذن وارجموا كل فتيات وسط البلد فيَّ، هيا، أحجاركم أشرف لي من معاشرتكم جميعًا.
فقط تذكروا خطاياكم التي أستطيع أن أكتبها على الأرض وأحفرها على الحوائط أمام الجميع، فقط تذكروا ضعفكم وعجزكم أمامي وأنتم تشوهون الأحلام ولا تملكون سوى أحاديثكم الجانبية وبؤسكم على المقاهي، في مخادعكم لم تمتلكوا حرية تحدثتم عنها يومًا، ولم يسلم منكم أحدٌ أمامي، فمن قام بالفعل مجرم، ومن سكت عليه فهو أشرُّ منه.
وسوف أخبركم بشيء يا أصدقائي الأنقياء الساكتين عن قيادات عفنة فاسدة، لن ننجو من أنفسنا ومنهم على أي صعيد، لن يكتمل أي حلم طالما نحمل لبعضنا الحجارة خلف ظهورنا كل نهار، طالما مازلنا نترك أعلام الحرية يحملها شخص حاكم بأمره يرجمني كلما يشاء ويصفق له الباقون، لن يكتمل الحلم طالما مازلنا نختبئ وراء ستائر اللوحات الأنيقة ونترك العفن يلتهمنا من خلف
أنا هي تلك العاهرة بالثلث، وللكلاب الحكام بأمرهم عندي شيئٌ واحدٌ هو “الذبح” ببساطة، لن ينجو منكم أحد من بين يدي
هناك معركة خفية سأطلقها للنور، النور سيكشف عوراتكم ويسقط عنكم القناعات الزائفة
فمن منكم بلا خطية يا أصحاب العجز فليرمني أولا بحجر
لا تتعجبوا جميعاً، هذا هو الوضع الحقيقي
نحن لم نعتد بعد على مواجهة أنفسنا بالعفن، لكني بدأت الآن أحترف مواجهة العفن ولن أرجع لاعتياده.
لن أعتاد العفن مجدداً، يا ملوك اليأس والعجز.
الثورة للعالم وللكون، الثورة ليست لأرض واحدة وليست لكم
الثورة ليست لكم
الشمس لا تعرفكم
لذلك مات الأنقياء وبقيتم أنتم، بقيتم فوق منابر زائفة ستقتلكم قريباً