أنفاسكِ – عباس بيضون

أنفاسكِ تبحث عنه لكن

يحزنه أكثر أن لا

يلمس رموشكِ أن لا

تكوني ورقة شافيةً

أنفاسكِ تبحث عنه ولا

يستطيع أن يتخطّى

خفقة قلبه التي قد

تتحوّل مع ذلك

إلى قبضة. يخشى كالطوارقي

أن يتبدد في أنفاسه. أكان

عليه أن يتمدد هكذا

كحبة زبيب أو نواة داخل

قشر اللحظة. أكان

أكان عليه أن يقيم في فاصلة

مخلوعة لا تقدر مع ذلك

على أن تتحوّل. أَلَم

يخطر له أن يعلّق نَفْسَه

في شجرة أو يتركها

في بقعة مبللة لئلاً

يصعد

في حبال المطر، أن يتجاوز

خفقة قاتلة قبل أن

يتسلق إلى البرج الهوائي. أنفاسكِ

تبحث عنه ويحزنه

أن لا يلمس رموشكِ فهكذا

يفضّل

أن يريح عينيهِ. أن

ينام كالنواة، أن

يتركهم يقصّون

الأجزاء الطريّة من روحه إذ

الحب ثمرة من الصحراء ومعناه

يقسو كالنواة التي لا

تعطش ولا تنكسر.


*نص: عباس بيضون
*من ديوان: الجسد بلا معلّم

زر الذهاب إلى الأعلى