أستيقظُ في السادسة كالمعتاد
أمسحُ دموع نافذتي
التي هجرتها العصافير
أتمضمضُ جيدًا كي أزيل
اسم حبيبتي العالق بلساني
وأنظفُ فراشي من رائحة الوحدة
أنا بخير يا أصدقائي
لا تقلقوا
مازلتُ أكتب كلَّ أسبوع قصيدة أو اثنتين
وأحتسي القهوة المُرَّة
وأعدو بالمقشَّة وراء الموتى
الذين يتساقطون من نشرة التاسعة
أنا بخير يا أصدقائي
وسعيد للغاية
فعامل النظافة المزيف شكرني كثيرًا
في التقرير الذي قدَّمه
إلى الجهة الأمنية التي يعمل بها
وشرح كيف أعبئ أحلامي
داخل كيس بلاستيكي أسود
وكيف أسلّمهُ الكيس كلَّ صباح
دون أن أعبس في وجهه
أنا بخير يا أصدقائي
صحيح أنا لا أستجيب لاتصالاتكم
ولا أفتح الباب لأحدٍ منكم
لكنِّي بخير
لا تقلقوا
مازلتُ أمارس طقوسي اليوميَّة
وأتحرّك فى شقتي التي تُشبه المشرحة
كأي جُثَّة مُهذَّبة.
*نص: محمد القليني
1٬022 أقل من دقيقة