بين شاعر وقلبه (مختارات) – نور الحسني

أشخاص:
بلدان:

(بين شاعر وقلبه)

استمر يا قلبي
استمر في اجتثاث زمن
لا أصل له
في تخطيط سمائي النُحاسية،
أقدامي المزروعة هنا وهناك
ألغام لا تُطيح بأحد.
استمر يا قلبي.. استمر
في بريّ هذا النصل حاداً مثل وعدٍ جميل،
لكل أقلامي التي تجتاز الحدود في المنامات
دون أن تُهرب من ظلي الرابض
لو نُتفة رملٍ! استمر يا قلبي
استمر
فقد قيل ما كان..
قلبُك هو الملاك
هو الدليل
فلا تخف
لا تخف..
وأنا قلبي إعجام
لا يفككُ قطرة من دماه
استمر يا قلبي الأثير
استمر في الهرب مثل نظرات الموت
فأنت أيضاً مثلهم جميعاً تقتلني،
يا قلبي الشاعر
استمر في صعود جنتك
وسأستمر أنا في جلبك
آخر كل صلاة.


(الفلاح السريالي)

أنت أيها الفلاح السريالي
يا من يحفر رأسه
من أجل أن تنطلق عصافير الشِّعر
إلى مثواها الأخير..
أيها الرأسُ اللّغز
يا مثلث الخوف الّذي كلّما طوقته ضحكّة
ابتلعها بين صدغيه الفاغرين
أيها المنقارُ الرائع..
.. يا طائري اللص رُبّما لَن تعود
لن تسرق ثلاثين ثانية من الضوء
ولا حبةَ رُز يابسة.. أكاد أجزم
فذاكرتي الآن كيس فارغ بين أذرعُ الشمس
ثقبتها رياح التعب
.. وما عادت تصلح حتى وكرًا للنمل
..
إنني أنسى!
أكادُ أتفكك من النسيان فامسك بي بل
اصفع ذاكرتي أرجوك!
اصفعها كي أتَعب
وأنا أعدّ الخراف حتى الصباح
كي أنحت من وجه الليل مساكن عشوائية
ينام بها أيتام الأرق ..
..
اصفع ذاكرتي أيها الرب
أريد أن أشكرك على نعم التذكر..


(أربع أغنيات للمضغ)

1-
بملعقة خشبيّة
كنت أُحركُ صمّت اللّيالي
غير مُدركة أني أُذيب ربّة الإلهام
أسفل القدح..

2-
في سُترة الملائكة
كنتُ أبحثُ عن سماءٍ صغيرة
لم أجد غير الشّعرِ
الرابض على كتفيّ
مثل خطيئة النجوم..

3-
في عيون مؤجلة
كنتُ أبحث عن أشباهي الأربعين
لم أجد سوى مرآتي،
لأكسرها.

4-
مشيت..
ليس لأن الطريق لا يتوقف
بل لمضغ أُغنيّةٍ أخرى..


*نصوص: نور الحسني

زر الذهاب إلى الأعلى