
إدواردو غاليانو – النكرات
تحلمُ البراغيثُ أن تَبتاعَ كلباًكما يحلمُ النكِراتُ بالخلاصِ من رِبقَةِ فَقرهم،ذاتَ يومٍ سِحريّأن يمطرَ عليهم الثراءُ الكريمُ فجأةًأن تسيلَ عليهم
تحلمُ البراغيثُ أن تَبتاعَ كلباًكما يحلمُ النكِراتُ بالخلاصِ من رِبقَةِ فَقرهم،ذاتَ يومٍ سِحريّأن يمطرَ عليهم الثراءُ الكريمُ فجأةًأن تسيلَ عليهم
في المجموع، رأيت في منامي إدموندو بيلمونتي خمس مرات. بيلمونتي رجل أربعينيّ نحيف وتعبير وجهه خبيث، ممقوت في كل مكان
أيتها القيثارة أيتها المرأة المتهيّجة التي تتكلم بعزفها وتموت بصمت . تحيتك الموسيقية المنبعثة من الباطن توقظ فيّ نشوة شبه
كيف لي أن أوفق بين فكرة الموت المدمّرة وهذه اللهفة الجارفة للحياة؟ . كيف أجمع بين الرعب من العدم القادم
لا تقف ساكنا على قارعة الطريق لاتجمّد الفرح لاتحب بدون رغبة لاتنجو بنفسك الآن ولا أبداً.. لا تنجو بنفسك لاتمتلئ
ذاك الأمل الذي يتسع له “الكشتبان” الرصيف العالي الملطّخ بالطين الذهاب والإياب المكوكي للحلم البرج الخاص برحلة المسافات النائية السفر
مرآتك حذقة تعرف كل مسامة في بشرتك تزيل تجهمات وجهك تحبّك جداً . تورّد وجنتيك تخبّئ سنوات عمرك وترمق عينيك
لا أعرف أي مدى سيبلغ مكرسو السلم بجعجعات سلامهم الفولاذي!! ولكن ثمة موظفي ضمانات يبيعون منذ الآن بوليصات تأمين ضد
ما زلت أملك كل أسناني تقريباً وكل شعري ولم يدب فيه الشيب ويمكنني أن أمارس وأعزف عن الجنس وأصعد السلم
كلب ينبح في أتون العاصفة يصيبني نباحه مع شهب البرق المتساقطة وسط وابل المطر . إنني لأدرك دوافع توسّل ذلك
النسيان ليس انتصاراً على الشرّ أو على أي شيء . إنه أسلوب مقنّع للالتفاف على التاريخ ولهذا توجد الذاكرة التي
عندما أسحب خيوط الذاكرة يتحول الشوق إلى كرة صوف . وعندما أنسّل خيوط الذاكرة يصبح الأمل ككرة الصوف وهكذا يبقى
كل حياته أحب أن يقرأ في ضوء شمعة وغالباً ما كان يمر بيده على شعلتها ليتأكد من أنه كان يعيش
هذا اللون كان لون عينيك وهذا النسيم العليل كان نسيمك أيضاً. لكن الطرقات التي تمضي من الأمس إلى اليوم تطئينها
لطلبات النشر والتسجيل