
إلى خزامي..
تباركتَ في عرشكَ الذي تُناديه روحي. يابوصلة الضياع. سيِّر شرودنا الأزلي كما تبتغي. مُدَّ اكتظاظَ الذواتِ الفارغةِ بصلواتك المقدسة.
تُزعجني العادية المحفوفةُ بجدرانِ المحيط الخارجي.
كنتَ القانون الشاذ الهارب من دستورٍ محكمٍ ليغرسَ شذوذه في أرضٍ مكللةٍ باليأسِ واليباس، فما عدتُ أعهدها من اخضرارٍ..
أكتبُ رسالتي هذه في ليلةٍ متعجرفةِ الطباع، باردةٍ، رطبةٍ، راكدةٍ، وأنا مدهوشةٌ من حقيقةِ وجودك في عالمٍ موصومٍ من رأسه حتى أخمص قدميه بعارِ الزيفِ، وكونك الصواب المنشود في أوجه كل حيرة.
معرفتكَ محمومةٌ بوداعةٍ إلهيةٍ تنتشلُ من دواخلي ضلالة الإلحاد، أو من منظورٍ آخر، هي شيءٌ باعثٌ على للمباغتة، يذكرني بالوقع الحنون الذي تتركه الطمأنينة كلما اشتقت لتكرار حديثي معك.
أنتَ هناك، وأنا هنا، منذ أزلٍ لم ندركه، وربما إلى أبديةٍ لن نعرفها، محملين بثقلِ هذا الوجود وتعثره، اختلاله واختلافه وتخلفه، جاثمين على صدرِهِ، هاربين من اضمحلالٍ أو انشقاقٍ لا مرغوب.
حاضرنا معلوم، ومستقبلنا مجهول كنهايةِ هذه الرسالة.
فأيًا كانت خباياه، لا تحمل نفسكَ إثم عرقلةٍ، ولا تمد أيدي العتمة الضخمةِ على ذاتك، لتجمل فضيلة الاندثار في أوساط الخلود.
طابت الأيامُ بك، والأيامُ بكَ تطيب.
وافر المحبة، وخالص المودة
8 جمادى الثاني 1445ه
21 ديسمبر 2023 م
ماري