عويل الرمل والأجساد – منتظر عدنان

أشخاص:
بلدان:

1. استعمار الصور

لقد جاءوا بأجسادهم،

أولئك الذين لم يلامسوا

الرمل،

فوجدوك طينًا…

أيها المَنسيُّ

في مَنافي الجنوب،

أيها المقشعِرُّ من ذاكرة الحجر،

يا وسادة الآلهة،

لقد جئتُك من الأرصفة

التي تلعنُ الأحذيةَ

والانتظار،

لقد جئتُك،

حاملاً قيامة الكلمة

في كراريسي،

لقد جئتُك حاملاً

صورتَك الشخصية،

وأنتَ

ملقٍ على الأرضِ

غوايةً للسر…

لقد قتلوكَ

بالبنادقِ والكُتُب،

أولئك الذين لم يلمسوا

طراوة الدمِ في الرمل،

أولئك الذين صوروا لكَ

المنافي خلف الشمس،

بداية أزمنةٍ

لطالما حلمت بها

وانتظرتها قارعًا أبوابَ الصور…

لقد قتلوك بلعابهم،

روايةً اغتيل فيها النهد

وخَلق الطين…

انتظرتُك

من صومعتي،

جسدي نعشٌ يزِفُّ خلاصك،

حملتني معك إلى الهاوية،

هي ذي كراريسي

تحمل صورتك مرسومةً

على الأوراقِ

التي مزقوها،

هي ذي صورتك

ضاحكًا

ساخرًا

طفلاً،

يرى الفأس في وجهه مرآة،

غارقاً بدمي

***

2. استعمار الجسد

”إذ قال له ربُّهُ أسلِم، قالَ أسلَمتُ لربِّ العالمين”

في صباحاتٍ ماكرةٍ

إذا أردتَ اقتفاء أثرِ بقايا الحكمةِ،

فخُذ بيدِ الذّاكرةِ ثانيةً إلى الصِّبا…

في ليالي النَّخل،

حيثُ تُذبَحُ البساتينُ

بِبَواقي الشَّجر.

تَنزِفُ الأرضُ

ما أن أجزتَ بكاءَ البكارةِ سِرَّ

شظايا امرأةٍ تسألُ

عن لونِ الدَّم.

فقلتُ أخيرًا:

إنَّ الأبديَّةَ اشتهاءُ كلِّ الألوانِ

بينَ ساقين،

وإنَّ رجلًا بلا امرأةٍ

جذرٌ لن يموت…

هكذا أُعلِّمُكم السُّؤالَ

عن اللونِ الحقيقيِّ للأحمر،

إذا لم يكن ثمَّةَ لونٌ

يَقطنُ فيه البكاءُ،

والحسرةُ لا تزالُ تقطعُ

ظِلَّ الأعمى.

اللَّونُ تُبيحُ العينُ

سرَّ قداسَتِها؟

الرَّملُ ذاكرةُ القدم،

والسَّريرُ خُطَّةٌ مُعدَّةٌ للنِّسيان.

قالت: لماذا أجزتَ دَمًا

كانَ طِينًا لكلِّ الأقدام؟

قلتُ: لم أطأْ قبلُ أحدًا،

لكنَّها أرضي،

هيَ التي حَبَسَتْ سماواتٍ مرعوبةً

بينَ قَدَمَيَّ.

__________

م.ع

زر الذهاب إلى الأعلى