صحبة
فارغانِ
سوى من بابِ الدخول
من وهمِ المعركة
ليس لنا غير مرايا النهار،
و غير هذا العَرَاء
فارغان
في آخرِ الليل
كنَّا نَجيء
و نكسرُ رتابة الحزن
نغرقُ في فناء الجسديْن
فارغان
تدخلنا الشاشة الصغيرة
تدخلنا الشاشة الكبيرة
يخرجنا الصمتُ مسموعاً في السكوت
ونبدأ فيكِ الظلّ والنار
فارغان
سوى الأماني لديكِ
نبدو كالمعاني في جُملةِ الظُلمةِ
نشتهي صحن الصلاة
نشتهي أبجدية الخروج
و نعشق فينا الغَسَق.
فقط
أشعلَ ماءه
و رمى حافة الورقة
جلسَ قريباً من الذاكرة
و مضى بعيداً
يهزّ شبّاك ليلتهِ
تسّاقط الفضاءات
و النوافذ تَصبو إليه
كأعناق القرى
كمن يَخيط الرأس
متحفاً للعبور،
و النظرة الطائرة
يشفُّ الكلام،
و يرشفُ الحزنَ
و يستقي جلسةَ المَطرِ
ها هو يُعلّق النقطة في الخاتمة.
غفلة
أول الروح
شمس تتفقد الحديقة
شجر ترسمه الرياح
وظلٌ ينوء بوصفهِ
نبتكر الحلم و الزهر و ماء الضحى
ونرشّ بعض القصائد
ندهن الروح بنبتة القول
ونلغو
نلوي عنق الأخضر،
والبسرة اليابسة
نتداول هذه الغفلة
والوقت ملقى كالسرائرِ
في جبين النهار
فنفّرك آخر الضوء،
وأول العناق.
موت
يغادرُنا
يلمُّ أوضاعه
و يحزم وجهته
حقائبهُ
نخل الظهيرة
و كفّتهُ
سنوات التَّعب
و دون أن يرشف راحة
و بلا دفقة ظلٍّ
أو ضجيج
مضى
كما جاء
مشمولآً بالهدوء.
*نص: أحمد مدن