صورة أخذت بدقةٍ في الظلام – سوزان آزاد

غرفتك المقبرة ..

تابوتك الصغير الذي أغلقت بابه على بدنك، الغرفة المكتظة بأدوات انتحارك، ويسكن معك فيها الكثير من أشباحك الغرفة الغول التي لمّا تضيق عليك تبلعك، المُنقطعة عن الضوء والفرح والحب والناس… بالمناسبة (الناس) كلمة تعني الكثير من أشباهك، كائنات مثلك من لحمٍ ودم، لها أرجل وأسنان وضحكات مختلفة ومشاعر الغرفة الـ….. المكان الذي تقبع فيه الآن الوهن الآيل للانهيار .. أربعة، أمتارك غير المطلة على الحياة عهرك الذي تصدر منه الوجع، حتفك المحبوس فيه .. آخر زنازين انعزالك، لها باب واحد أقسمت عليك بما تعبد اخلعه، طيره من مكانه ثم اخرج، ا خ ر ج، على اشتياقنا الحزين وقل: سأجرب مرة ثانية الحياة.

****

الوحدة:

هي كل صورك الفوتغرافية المأخوذة بدقةٍ في الظلام ..

هل تتذكرين ورقة الشجر التي صدمت رأسك عصر هذا اليوم، الورقة الذابلة اليابسة هي أوضح مثال يمكن أن أستخدمه في شرحي الممل للوحدة..

السبب ليس رأسك ومؤكد أنَّ الهواء بريء من ذلك .. أنَّني أعيش مثل غيابك تماماً لولا حفنة الأصحاب الذين يخرجون الميت من الحي.

الأصحاب هم الذين يثرثرون طويلاً ويرغبون في السُكر والتدخين وهم الكثيرون جداً .

****

بكل أسفٍ أنا حقيقية جداً
في القرى المشطوبةِ من أطلس العالم،
كانت أمي وجاراتها يغلين الماء في برميل نفطٍ، يعودُ في الأصلِ لشركةِ تنقيب انتهت ولايتها على البئر الناشف ريقه ..
وتأخذُ كل سيدة بعد ذلك حصّتها من الماء
لتبدأ جولةٌ من الزعيق على الأولادِ المتمردينَ على الصابونِ،
آه
أنا حقيقية لأنّي كنت أركض قبل أن يغلي الماء
في نهرٍ ضلَّ طريقه
وأصل قبل أن تزعق الأمهات للظمأ
ومثل السمكاتِ اللواتي تنتهي دورة حياتهن في قنواتٍ نائيةٍ، توقفت: قدمٌ في الخطيئةِ وقدمٌ في الندم..
ولأن الماء ساخنٌ جداً
كانت الأنهارُ تختنقُ بالسناراتِ
ولأن الأمهات في قريةٍ مشطوبة من الكرة الأرضية يندهن
كان لزاماً أن أنجو في ابتلاع طعم ما.

*نص: سوزان آزاد

زر الذهاب إلى الأعلى