فزّاعة في منتصف بحرٍ*
كمن انزلقت ركبتاه
أسفل قدميه
يٙعرجُ إلى جهنمِهِ
ليحرقٙ الشمس
بماء الأبد .
يٙنحتُ الفراغ الذي
بينه وبين الظل
بأضراسه
تُفزعهُ الأشياء
التي لا شكل لها !
فيهرعُ ناطحاً
الكرة الأرضية
صُداعهما النصفي
لا يحتمل …
يٙنفٙخُ في
الثقب الأوزوني
يريد لهذا العالم
أن ينتفخ
أن يتورم
أو أن يصبحٙ
أكبر !
كفزّاعةٍ في
منتصف بحرٍ
كلما أكل الطير
من رأسها
ماتت سمكة !
* من ديوان رواه عقل – مريم العبدلي
لحم الأرض العاري *
وكُلُّ الذين قَتلتُهم
نَزَفوني
توضّأت
أكتافهم بالضوء
توكأت
أكبادهم
عظام الآخرين
أيها البؤس الطالع ُ
من فَخذِ السماء
من يَخيطُ جُرح
دمك ؟
هل تُجرح
الدماء ؟
و هل ينزفُ الدم
دماً آخر ؟
أعرِفهُ هذا العبثْ
أعرفُ هذا العبثَ
اللعين جيداً
ذاك الذي
يُربّي في العقلِ
أعشاشاً للغبار
يرقُدُ فوقَه..
خليقتين كاملتين
تَكبُرُ ذراتُ الغبار
تصيرُ وثناً
تنضجُ أكثر
فتصبح
أرضاً
الأرض ؟
غبارٌ تفقس
الماء ؟
لحمُ الأرض العاري
الطين ؟
أُحجيةُ الشجر !
البشر ؟
أجسادٌ تأثثتْ
رؤوسها بِلُغمٍ
أسموه العقل
أرض
ماء
طين
و بشر
كَكلِ اللذين
قتلتُهم
نزفوني …
* من ديوان – قيد الطبع – مادة الكآبة الأولى – مريم العبدلي
عصا كمان
ناسكٌ
يهددني بنبضاته
العاجية
يحاول دغدغة
الأوجاع فيّ
يدمغني به
ناسكٌ
يُقشر حنجرتي
كل مساء
يلقمها للموسيقى
قربان عزف ..
هو يعلم
أنها صوت
الرب !
ناسكٌ
يملؤه الفراغ
ناسكٌ
ذاك الفراغ
وحزين ..حزين
كأيلول ..كيافا
كرصاصة اخترقت
ظلاً لله
أعرج
وكشمس
لا تجيد سوى
حرق أقدام
الحفاة !
حزينٌ
حزينٌ
حزينٌ
كعصا كمان
تنحر خاصرته
لحنا كاملاً
ليصفق الجمهور
ناسكٌ
يخيط الموج
بالأرض
كلما ارتفع !
هو ..
لا يؤمن برب
يحرم الأرض
أن تمطر جثثها
على السماء
كما تمطر سماءه
ماء على الأرض
لا لشيء .. غير
أنها “سماء” !!
ناسكٌ ويصيح
آرتميس .. آرتميس
يا عذراء ديلوس
ماذا لو كنت
حبلى بالمسيح؟
آرتميس ..
يا عذراء الآلهه
إن كنتِ
حبلى بالمسيح
فهزي إليك
بجذع السرو
لتسقط
سفينة نوح
وتركض الأيائل
صارخة :
هو الله
الذي يكره الشاعر ..
هو الله
الذي لم تقتلهُ
الخطيئة !!
مريم العبدلي: شاعرة وكاتبة من الكويت