حُشروا بين مقاعد من خشب السنديان
في زوايا الكنيسة الدافئة بأنفاسهم
يشخصون بعيونهم إلى المذبح الذي يقطر ذهبًا
بينما المنشدون بأفواههم الشعرية، يصرخون أناشيدهم التقية
يتنشقون رائحة الشمع كما لو كانت خبزًا
فقراء.. سعداء.. مساكين.. كالكلاب الذليلة.
يرفعوا إلى السيد والراعي
صلواتهم المضحكة اللجوجة.
النساء تحب صقل المقاعد
بعد الأيام الستة السوداء التي تركهن الله فيها يتعذبن
ويهدهن داخل عباءاتهن الغريبة
أطفلًا يبكون كأنما سيموتون..
أخرجت النساء آكلات الحاء أثدائهن القذرة
في عيونهن صلاة لم تعرفها قلوبهن
يرقبن مجموعة من الصبية الأشرار
يتبخترون بقبعاتهم الممسوخة
وفي الخارج لا شيء سوى الصقيع والجوع ثم الزوج السكران
لا بأس.. ساعة أخرى.. وبعدها شتى أنواع العذاب
– بينما جولهن مجموعة من النساء ذات الرقاب الثخينة
يخنخن ويتوشوشن ويتشكين..
هاهم قد اجتمعوا هنا: الفقراء والمصروعون
الذين حدنا عنهم البارحة عند مفترق الطرق
والكلاب التي تقود العميان عبر الباحات
تدس أنوفها في الكتب المقدسة العتيقة
كلهم يقطر إيمانًا أبلهًا يستجدي
ويتلو شكواه الأبدية ليسوع
الذي يحلم في العلى، أصفرًا شاحبًا وراء الزجاجية الكابية
بعيدًا عن أولئك الأشرار الناحلين والخبثاء الدحلين
بعيدًا عن رائحة اللحم والقماش العفن
والمهزلة المهلهة الداكنة بأشكالها المقززة
والصلاة المنمقة بتعابير منتقاة
ونبرة الورع اللجوجة
ومن جناحي الكنيسة حيث الشمس تتلاشى
طيات الحرير الإقطاعية والابتسامات الباهتة
نساء الأحياء المرموقة.. يا ليسوع- أولئك المرضى بالكبد
يلقين بأطراف أصابعهن الصفراء الطويلة
قبلة نحو جرن الماء المقدس.
ترجمة: هالة النابلسي