وداعاً حسن السبع.. تغيب وتبقى ضحكتك بيننا ويظل صوتك عامراً ما بقي الحرف

أشخاص:
بلدان:

تَنسى برفقته كل آلامك، ابتسامته لا تفارق وجهه، ازدانت كلماته بالسخرية التي لا تمس شعور أحد حتى وهو على فراش المرض.. مُبدع تسبقه إنسانيته وشاعريته مثلما يسبقه عشقه للقلم والحرف، لم نسمعه يوماً يغتاب أحد أو يحقد على أحد، كان إخلاصه لقصيدته يشغل العديد من الصحف والمجلات، وكذلك إخلاصه لمقالاته الغنية التي كنا نتابعها بشغف، فقد شكلت اللغة أركان شخصيته، وكوّن الموروث الشعري القديم قريحته الشعرية.. إنه الشاعر حسن السبع الذي رحل عن عالمنا ولكنه باقٍ في قلوبنا، وثراءه الأدبي باقٍ في مكتباتنا..

وُلد حسن السبع عام 1948م، وتلقى العلم في مدارس المنطقة الشرقية في المملكة، ثم التحق بكلية الآداب جامعة الملك سعود وذلك عام 1972م فحصل على درجة الليسانس من قسم التاريخ ثم سافر إلى فرنسا فحصل على دبلوم العلوم البريدية والمالية من مدينة تولوز بفرنسا، ثم حصل على الماجستير في الإدارة العامة من جامعة إنديانا عام 1984م.

عُرف الشاعر بدماثة خلقه، وخفة ظله، وأسلوبه السهل العذب، وقدرته على نقد الواقع بأسلوب نقدي ساخر ولاذع ويُذكر عنه أنه قال عن نفسه ذات مرة “لقد ولدت في عام النكبة و تزوجت في عام النكسة” ،كما تميزت ثقافته بالتعددية إذ جمع بين الإنجليزية والفرنسية، كما حصل على الماجيستير من فرنسا، بالإضافة إلى معرفته بالتراث العربي وثقافته العربية الواسعة وكثرة إطلاعه، مما ساهم في إنتاجه الفكري وإطلاعه على ثقافات مختلفة أثرت نتاجه الأدبي في النهاية، واشتهر بحسه الفكاهي وتمتعه بالتواضع والتسامح والقدرة على التعايش والتآلف مع مختلف الأطياف، أحب دائماً الإبتعاد عن الأضواء واكتفى بنور إبداعه الأدبي الذي أنار للكثيرين من محبي الأدب والفكر في جميع أرجاء الوطن العربي .

رحل عن عالمنا يوم الخميس الموافق 21 سبتمبر 2017م، بعد أعوامه التي قضاها في خدمة الأدب، فأثرى الساحة الأدبية بإبداعاته.

2ab7b591 السبع وداعاً حسن السبع.. تغيب وتبقى ضحكتك بيننا ويظل صوتك عامراً ما بقي الحرف
الشاعر حسن السبع، بابتسامته المُحبة

أشاد عدد من الشعراء والكُتّاب بشخصية الراحل الشاعر حسن السبع وبتجربته الشعرية الفريدة من نوعها – حسب وصفهم -، كان ذلك في حديثهم على هامش تأبينه في أمسية «بوصلة الحب والدهشة» التي اُقيمت الخميس في جمعية الثقافة والفنون، ننقل لكم عن بعض أصدقاء وزملاء الراحل هذه الرؤى التي أملوها بالألم:

تحدث الشاعر جاسم الصحيح قائلاً:

“باسم الشاعر الذي يغسلنا على الشاطئ هذه الليلة التي هي خير من ألف نهر باسم الشاعر القادم في (زيتها وسهر القناديل)، الحالم في (حديقة الزمن الآتي) والباسم في (ركلات ترجيح). باسم الشاعر الذي يسكن الجمال عرش الحروف، ويرحل بنا بعيداً عن ذواتنا الموجعة كي نحل في ذواتنا العاشقة على أمل أن نحب أكثر. وكلما أحس بجرحه يكاد أن يلتهب غسله بالنغم الضاحك وضمده بقافية الفكاهة. إنه الشاعر الكبير حسن السبع. الشاعر المفرط في هدوئه وكأنه مقيم في معبد، والمفرط في طفولته وكأنه لم يبتدئ عمره بعد”
ثم قرأ الجاسم قصيدة في المناسبة بعنوان «ريح الكتابة ممحاة الضجر»، منها:

“نشم رائحة المنفى بداخلنا
من فرط ما نقتفي في ذاتنا أثرك
ما كان أفقرنا روحاً وعاطفة
لو لم يكن صانك التاريخ وادخرك”

وقال الشاعر فريد النمر:
“من عرف السبع الشاعر والإنسان لا بد وأنه تأثر به، الهادئ الواعي الحساس واللاذع، المحب والمعطاء، المنتظر دوماً والمتأمل دائماً، المستمتع بالحياة كما يجب والمتطلع للجمال أينما كان، يتحدث حيث يكون من الضرورة الكلام ويصمت حيث لا يكون هناك فائدة في الضجيج”

ووصفه بأنه:

“ذلك الكائن الذي ينمو في مفاصل الكون على شجرة الحياة المثمرة، ولأنه كل الثقافة في المجتمع الحرّ فقد أصبح محور الفنون التي تطوف حوله”

ونعاه صديقه المقرب مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشاعر أحمد الملا، أن الشاعر السبع منحهم الكثير من الروح العالية التي جعلتهم أقرب للشعر والحياة قائلاً:
“الشاعر الراحل كان مزيج بين الشاعر والأديب وكان حسياً في الحياة. فقد كان يمارس الشعر في حياته اليومية مليء بالحس العالي لحياته كلها. الكل أجمع على حكمته وروحه العالية، وهو المطبوع شعراً ورقة، ولربما تجد الصديق المازح بتقدير والبشوش عند كل لقاء ،وربما تعثر على متأمل في اللحظة الراهنة بوعيه المعرفي، التراثي في استشهاداته الملتقطة من بطون الكتب العتيقة”

وأضاف

“من لم يعرف حسن السبع عن قرب، عليه أن يجد أكثر من بديل ليواسيه في هذه الحياة، إذ يندر امتزاج تلك الفرادات الشخصية في كائن شفاف. شيخ بين الشيوخ، يفضحه قلب طفل، مفعم بحماسه الشغوف بالحياة وهو يراها مقبلة. وستجد من له خصلة العطف والحنان على عثرات الأصدقاء. العاذر عند السهو، المتعفف عن مزاحمة اللاهثين، المشفق على الآخرين والساخر بضحكة يستر انفجارها بيد خجولة.. نعم ستجد من يتمتع منعماً بخصلة مما سبق لكن حسن السبع يوفر عليك مجلساً مكتظاً بكل وجوهه السمحة ويأتيك بكله لا راجياً ولا ثقيلاً”

وقال الدكتور سعد البازعي:
“قصائد حسن السبع تتوزع بين لونين لون الدعابة والفكاهة، ولون الحزن والفقد والأسى الإنساني، حسن السبع كان يحس بهاتين القوتين. وقد عمق تجارب ورؤى التجربة الشعرية السعودية، وتوسع في القرين أو الظل في ديوانين مختلفين. كان السبع إضافة كبيرة للتيارات الشعرية الأساسية وهو حداثي من ناحية ورومانسي من جهة أخرى، محتفظاً بالشكل التفعيلي للشعر وكتب العمودي ولكنه لم يقصد القصيدة النثرية. وقد كانت تجربة السبع الروائية فريدة من نوعها، حاكى فيها واقعنا ووظف معرفتنا الواسعة في التراث العربي لاسيما في استحضار شخصية المرأة، وأنه زاوج بين واقع الظلم الاجتماعي على المرأة والإبداع لديها”

وأثنى الشاعر رائد الجشي على تجربة الشاعر حسن السبع وعلى دعمه للكتاب والشعراء الشباب معنوياً للاستمرار في الكتابة، وعبر عنه بالشخصية الفريدة من نوعها، مشيراً إلى أن له مسارين من أشعاره الفكاهي والشاعرية الرومانسية، وقال عنه:
“كان ظاهرة استثنائية صعب أن تتكرر له الفضل عليَّ وعلى الكثيرين في الساحة الأدبية، كان يقدم نمط دقيق مبهر بالشعر التفعيلي حقيقي في مقابل كان الشعر العمودي التفعيلي في الشعر السعودي هو السائد، فقد كان شعر السبع تفعيلي بكل المقاييس متمرد على الأنساق الموجودة، كان عمودياً بحتاً في ركلات ترجيح من باب النظم الضاحك والكوميديا السوداء، وكان يقدم نقداً اجتماعياً فكاهياً”

ووصف الكاتب حسن آل حمادة الشاعر حسن السبع بالشخصية العصية على النسيان قائلاً:
“كل من اقترب من عالمه الإنساني أو الأدبي سيحتفظ بشيء من السبع في رزانة كلماته الجادة أو إيقاعها الضاحك والساخر من الواقع المر الذي نكتوي بناره على مختلف الصعد، فالسبع من الشعراء القلائل الذين أحب أن أعود لمجموعاتهم الشعرية بين فينة وأخرى، لا سيما في شعره الفكاهي الذي أحفظ بعضه عن ظهر قلب، وأتذكر أنه كان سعيداً حين وجدني في ملتقى ثقافي وأنا أرتجل بعض أشعاره، وأضاف مازحاً: كويس أن أجد من يحفظ بعض أشعاري
وأضاف:

“أن السبع قامة إبداعية متجددة مع كل قراءة جديدة لأنه آتٍ من حديقة الزمن الآتي، ليصنع لنا بوصلة الحب والدهشة، بإيقاع ركلات ترجيح”.

وبين الشاعر عبد الوهاب أبو زيد أن الراحل حسن السبع هو من علاقات الصداقات التي كان ولازال يعتز بها، مشيراً إلى أنه كان ينظر له سابقاً كأستاذ وشاعر وعندما اقترب منه تولد لديه إحساساً بأن الحواجز بينهم غير موجودة لكونه إنساناً متواضعاً وبمعرفته به أغنت تجربته الشعرية والكتابية.

ووصفه محمد الجلواح بأنه “صديق كلمة ومشوار” ومثل الجلواح الراحل السبع في حديثه أنه وُلد وفي فمه ملعقة شعر، وهو من الكتاب الذين سيكون لهم بصمة في عالم الشعر لأنه شاعر حقيقي غير تقليدي بل عميق.

الناقد الدكتور مبارك الخالدي، يصف حسن السبع بأنه:
“المنسجم في نفسه والمتسامح مع العالم.. حسن السبع الكائن المجبول من تواضع وتسامح، والإنسان الذي يتمتع بقدرة هائلة لا تحد على التواصل والتعايش مع الآخرين على اختلافهم فكرياً واجتماعياً وطائفياً ومنطقياً وسياسياً”

وأضاف:

“إن التعددية هي أدقُ وصفٍ تُوصَفَ به مصادر حسن السبع المعرفية والثقافية، لتعددها ثقافياً ولغوياً لإجادته لغتين أجنبيتين هما الفرنسية والإنجليزية، ما مكنّه من النهلِ من منابعِ الثقافتين الفرانكوفونية والأنجلوساكسونية، إلى جانب الثقافة العربية، فالأديب السبع يتميز بعمق معرفته وقوة صلته بالتراث العربي الذي أخذَ أجمل ما فيه واستوعبَه، ولم يسجن فيه كما قال ذات حوار صحافي. فكان أن تجاور وتعايش فيه القديم والجديد، التراثي والحداثي كما يبدو جلياً في نثره وشعره وسرده”

وأعرب المذيع محمد الحمادي عن سعادته لتقديم حفل تأبين إنسان أحبه الجميع، مضيفاً أن الراحل السبع شخصية ودودة ترحب بالجميع، كانت علاقته به في المحافل الثقافية والندوات، وأنه إنسان يدخل القلب لأول وهلة ومن سوء الصدف أني قد دُعيت للتكريم الذي كان في حياته واعتذرت وشاءت الظروف أن أقدم هذا الحفل بعد وفاته.

وبلغة الحزن تحدثت إبنة أخيه رائدة السبع عن علاقتها بعمها الراحل الشاعر حسن السبع قائلة:

“إنه الصديق والأب الروحي بالنسبة لي ولا توفيه كل المدونات، إنه من علمني كيفية انتقاء الكتب والكُتّاب وشجعني على القراءة، وكان يُشاركني تجاربه الثقافية وأشعاره ورواياته، وأصعب المواقف ما كان في اللحظات الأخيرة قبل وفاته وهو المقال “في غرفة العناية الفائقة” وقد كتبت مسودته قبل أن يغادر الحياة”

ومن جانبه قال الشاعر محمد الدميني:
“لا يمكن لأحد أن ينجو من سحر شخصية حسن السبع، عرفه يوماً أو عاش معه سنيناً..
حسن السبع هو أحد رموز القصيدة الحديثة في المملكة، وهو من القلائل الذين تبدو في قصائدهم جملاً ولوازم واستعارات مجلوبة من القديم في اجتهاد كبير لجعل العلاقة بتراثنا الشعري حية ودائمة.
عرفته منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي في صحيفة اليوم، وقد بدأت بالتعرف عليه حين بدأنا نشر قصائده في (اليوم الثقافي)، وهو حتى تلك الفترة لم يكن حاضراً ببروز في مشهدنا الشعري، وأظن الدراسة والوظيفة قد أخذتاه بعيداً عن الأدب والكتابة لكنه فيما بعد عاد ناشطاً شعراً وكتابة ومشاركاً في أمسيات الأدب العامة والخاصة، ليعمل في القسم الثقافي للصحيفة تالياً، وكم كانت مساريب صحيفة اليوم تعج بقصص ومواقف لا يتسع لها المقام هنا.
يكاد حسن السبع أن يكون فريداً في المزاوجة بين القصيدة الرصينة وبين القصيدة الساخرة أو الهازلة، وخلق تناغم نادر أحياناً بينهما، وقد أصدر مجموعات شعرية على مدى عمره الشعري مثلت كل الأغراض الشعرية التي أحبها وبرع فيها.
هذا الشاعر الذي كان يملأ كل مكان يحتويه غبطة وأملاً ومزاحاً يغيب في ساعة حالكة، ونفقد معه قصيدته البسيطة التي اقترب بها كل حدس وضمير قاريء.
وداعاً حسن السبع.. والبقاء لقصيدتك ومزاجك الساخر من آلام الزمن وتحولاته..
لقد أنطفأت قناديلك هذه المرة..”

وفي كلمته عن الراحل قال د.عبدالله الحيدري:
“في مستهل عام جديد كنا نتداول مع بعض الزملاء والأحبة التهاني مقدمين الدعوات والتفاؤل بمقدمه، غير أن خبراً كدر الخواطر وعكر الأمزجة، وهو خبر انتقال الشاعر حسن السبع إلى رحمة الله، مستسلمين لقضاء الله وقدره.
وحين نكتب عن السبع، فإننا أمام أديب له حضوره في الشعر، وفي الكتابة بشكل عام، وفي التحرير الصحفي الثقافي، إضافة إلى عمله الإداري الرفيع في البريد.
ويعد السبع أحد أعمدة القصيدة الحديثة، وله تجارب ناجحة ومتميزة، ودواوينه المطبوعة تدل على شاعرية لافتة وعمق في الطرح والرؤية.
وشخصيته محبوبة لدى الجميع إذ عُرف بخفة الدم والمرح وحب النكتة وانعكس ذلك على أدبه إذ يمثل ديوانه «ركلات ترجيح» هذه الروح المرحة المحبة للفأل وللحياة.
رحم الله الشاعر والكاتب حسن السبع وأسكنه فسيح جناته، وأرفع خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد، وللوسط الثقافي في المملكة”

ويضيف الدكتور الشاعر يوسف العارف:
“إلى الشاعر «السبع» في عامه الأخروي الجديد، سلام عليك.. سلام عليك.. جئت أكتب عنك.. فتناثرت حروفي على مائدة الفقد والموت! وتتالت مآلات الحزن على ذاكرتي فتوجست خوفاً من اليقين.. حسن السبع.. يا من كنت أيقونة الصفاء وروعة المستحيل وزهرة الجمال، تستوطن الفؤاد وتلهم الشوق معاني العطاء والبذل والإنسانية.
حسن السبع.. كنت بيننا ذات مساء شاعري في نادي جدة الأدبي فتناغمت حروفك الشعرية مع ذائقتي النقدية فقلت عنك كل الكلام الجميل!!
حسن السبع.. فقدك مع بدء عامنا الجديد نقص في مشهدنا الشعري ومشهدنا الثقافي، فرحمك الله.. وأسبغ على أهلك وذويك الصبر”

ويقول الكاتب فؤاد نصر الله:
“رحل شاعر الابتسامة والصور الشعرية الكاريكاتورية المتهكمة، الشاعر الرقيق الذي رسم من صور الحياة مشاهد خالدة ما زالت ضربات ترجيحها تصدح في ردهات الثقافة وقاعات الشعر.
إن التوجه الفكري للشاعر حسن السبع مؤسس على ركائز ومداميك صلبة، وهو ما يمكن أن نحسبه على تجربته الشعرية الطويلة، واجتهاده السردي الحديث، في مقالاته الثقافية الهادفة.
كذلك فإن الروح الساخرة لدى الشاعر حسن السبع أمدته بثروة من الكتابات التي تشمل حساً كاريكاتورياً، تمكن من خلاله من فك شفرة القضايا التي ما زال أغلبها يقض مضجع الإنسانية كلها.
إن مثل هذه الرؤية الإشراقية تتغلغل في قصائد الشاعر السبع حيث يمنحها حكمة مضاعفة، فنراه يحوم في فضاءات بعيدة ليضع يده على الحقائق الإنسانية الخالدة.. الحب، الحياة، الموت.
وهكذا لم يعد الشاعر السبع ينصت لأنين القرنفلة، ويتحدث عن القطيعة، أو يستمر مصمماً على فهم معادلات الكون في انكسارته وصبواته وطموحه وعذوبته وعذاباته، فقد رحل وأطلق العنان لأنين قرنفلته يتتبع بقايا صداه”

ويضيف المهندس كامل المزعل -أحد الذين كانوا وراء فكرة تكريمه قبل أشهر:-
“من الصعب جداً أن تكتب كلمات تتحدث فيها عن فقد الشاعر والأديب الأستاذ حسن السبع «أبو نزار»، هذا الشاعر الذي ملك الكلمات وطوعها وشكلها حسبما يريد، بل أصعب الكلمات والأشعار عندما كتب حول الشعر الفكاهي أو الهزلي، حيث كان من أبرز من كتب في هذا المجال في الساحة السعودية بل والعربية، لذا فما عساني أقول في هذه العجالة، وعن ماذا أتحدث وأنقل من ذكريات جمعتني بهذا الراحل؟ إنها كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها، فهو يستحق صفحات وصفحات، ولكن لا نقول إلا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، ورحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه الفسيح من جناته وألهم أهله الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله”

ويقول الناقد عبدالله السفر:
“منذ الجلطة والقلب يهش النبأ المنتظر، أبو نزار لم يعد بيننا، حسن السبع يغادر ويتركنا، الفاجعة أدبية وشخصية، قامة كبيرة في الشعر والنثر، امتلك ناصية الكلمة قصيدة ومقالاً. حسن السبع إنسان في غاية الرقة والدماثة وفي غاية اللطف.
عرفته عن قرب خلال عملنا معاً، ولم أعهده إلا والإبتسامة على محياه، وتعليقاته الظريفة تحف الحديث.
من الصعب أن أتصوره غائباً، يغيب وجهه بابتسامته الموغلة في القلب، تغيب كتاباته الساخرة الفريدة والمتجددة دوماً.
رحمك الله أبا نزار. تغيب وتبقى ضحكتك بيننا، يظل صوتك عامراً ما بقي الحرف”

ونعى الدكتور صالح زيّاد أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب في جامعة الملك سعود، بقوله:

“‏رحم الله الشاعر الأستاذ حسن السبع‬⁩، ‏أحد الأسماء الشعرية الممهورة بألق لا يتكرر
‏وإبداعه جدير بدراسات وأطروحات جامعية”

وودعه الشاعر والكاتب ورئيس تحرير مجلة القافلة بقوله:

“حسن السبع‬⁩، وداعاً أبا نزار، أيها الشاعر الذي امتزجت بين يديه القصيدة بدعابات الحياة وآلامها، لقد نقص ليلنا قلباً آخر”

ويجدر بالذكر بأن رحيل الأديب السبع حظي بتفاعل العديد من أدباء المنطقة ومثقفيها والشخصيات الاجتماعية، حيث نعاه الكثير منهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

الشاعر حسن السبع..

“أنت أيها العزيز وإن كان الرحيل مفاجئاً مفجعاً موجعاً فالأمر لله، ولكنك ستظل بقصائدك في كل حرف كتبت، في قامة وروح وملامح ونجاحات بلقيس ونزار ورائدة وطفول وأسراب الأصدقاء، ستظل شمساً لن يحين غيابها ما دمنا أحياء وما دام على الأرض عشاق للشعر وللمرح وللبراءة وللحياة” د. فوزية أبوخالد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى