جسدكِ.. على سبيل المثال (مختارات) – جعفر العلوي

لا أحاول إغوائكِ

بلا اكتراث سأقول لكِ
هذا القلب…
مرآتُكِ التي تُسرّحين
حلمكِ الطويل الداكن أمامها
منضدتكِ التي تركنين عليها شرودكِ
وأنت تُعدّين نفسكِ لموعدنا
خزانتكِ التي تختارين منها
أيَّ صبيةٍ سترتدين للسهرة
أيَّ حذاءٍ ستلبسين ليحملكِ سريعاً إلي.
هذا القلب…
وحده القادر على إقناعكِ
وأنتِ تُديرين مفتاح السيارة
أنّكِ لن تقطعي
هذا الطريق الطويل إليَّ
وحدكِ.


جسدكِ… على سبيل المثال

الكلام الذي سأقولهُ
لا هو شعرٌ
ولا هو لكِ
هذا الذي أكتبه
فأسمع فيه بحَّة صوتي على الورق
وأشذّبهُ كأنني ببطءٍ
أقضم أطراف أصابعي
ثم أمرِّر عينيَّ عليه
فأقرأه للمرَّة الأُولى
هذا لا هو شعرٌ ولا هو لكِ
ماذا يحدث لي إذاً؟
لماذا أُسرفُ في تأويلِ الأشياء التي
بلا معنًی؟
أُسهبُ في الانشغال بالأفكار المريضة عن الحب
العالقة في المنتصف؟
لماذا لا أفكر في الأمور التي تجاوزتُها
ولو بكامل عجزي
هنالك دائماً مُتسعٌ من الشعرِ
يكفي لأن أهمس لكِ
بالمنجَزِ الوحيد بيننا

جسدكِ مثلاً.


لا يشبهكِ أحد

لأنَّ النَّجار في الحيّ المُجاور لا يدقُّ مسمارهُ قبل أن يفكِّر، وبائع الخضار المتجوّل أراه من نافذتي يحرص كلّ عشر دقائق على رش خضرواته بالمياه حتى لا تَحترِق من سطوةِ الشمس.

جارتنا، رغم أنها لا تبدأ صباحاتها من دون حكاية جديدة تقصُّها على رأس أمِّي، إلا أنّها تُقدّم لها فنجان القهوة كل حين.
سائق التاكسي يتوقَّف عن الكلام عند الإشارات الضوئيَّة. وصانع الخبز يتذكَّر وجوه المُنتظرين في الصفِّ جيداً. وأستاذ الجامعة ينسى في اليوم التالي واجبات طلبته.
شعراء العمود يتمسَّكون باعتقادهم في القصيدة،
والساسة مُستعدون في كلِّ ثانية لتقديم تنازلاتهم.

تضع الملائكة حدَّاً
بين نزواتها وبين تكليفات الإله
وأنتِ…
لا يشبهكِ أحد.


أدسُّ رأسي

أنتِ التي
ترتمين مبكراً كلّ ليلة
على سريرِ وداعتكِ
وتستيقظين
محمَّلة بكلِّ الأحلام السريعة
والعاجلة

أنا…
الخائفُ الذي
يختبئ تحت سريركِ
لا أنام.


*نص: جعفر العلوي
*من ديوان: للتوضيح فقط

زر الذهاب إلى الأعلى