1- سمعة الكائنات
لديه سببٌ واحدٌ يجرّ به الأيام: سمعة الكائنات.
يصحو كي لا تتأخر الطائرات. يصلّي كي لا يضيع الخرز. يسكنُ كي لا يهرم الطلاء. يفتحُ كي لا يتسخ المقبض. يطحنُ كي لا تُهجرَ الركوة. يطلّ كي لا تصدأ الشبابيك. يقسو كي لا يصرخ الأطفال في متحف الفن. ويغضبُ كي يتوفر التبغ والبروزاك.
يسهرُ كي لا تدخل الجلطة للبيت. يهيمُ كي لا تضيع دمية البنت، ويصلُ كي تنبح الكلاب في وجه الغريب.
يفتح عينه كل يومٍ كل يومٍ كي لا تمرض عاملة الكواء. كي لا ينزل سعر الصرف. كي تحصل السناجب على اللوز قبل الغروب. ويصل الأولاد قبل الأجراس.
وينظرُ ينظرُ كي تبدو الملاعق براقةً، والكؤوس خلواً من الناس.
يهرمُ كي يحافظ الطبيب في روايةٍ قديمةٍ على وحدته، وتستمر فتاة البيانو في العزف حتى الموت.
يعيشُ كي يحضر البستانيّ في نيسان، وبائع الحليب في الخامسة، وشاحنة القمامة نهاية الأسبوع . وجثته بلا أخطاء.
2- عودوا أكملوا الأخطاء
عودوا أكملوا الأخطاء، ولا تتركوا أخطاء ناقصةً بين السماء والأرض.
عودوا. أكملوا الفرجة الخاسرة، والأرجيلة الثقيلة، والزوج البشع، والكحول الرديء، والسهرة المملة، والوظيفة الفارغة، والأغنية الصاخبة، والصلاة السريعة، والقهوة الباردة، والرواية الباهتة، والحضن البائت، والأصدقاء الميتين.
عودوا قدموا، ولو لمرةٍ، شيئاً كاملاً للملاك، بدلاً من وقوفكم بقية العمر كالطلاء القديم، شبه منتصرين.
3- رسم الهواء
لو أنني غصنٌ يميل عليك
وأنتِ ترسمين الهواء.
لو أنني أزيح الصحارى ليجلسَ النرد، و أكنس النوم كي أرى يدي لدى الباب.
لو أن الموت ليس فضيحةً والموسيقى ليست مشياً في النوم.
لو أن الحقائب أقل من العيون، والأيامَ لا تعلو على الحاجب.
لو أن القارب في الخزانة، والنافذة في الجيب، والمديةَ في الظهر، والفقر في المرآب، والعماء في القهوة، والطريقَ يظهر فجأةً
في حذائكِ الصغير.
4- بلا اسم
يشبهك الشارع الملاصق للمحطة.
الشارع المسمى (الشارع الذي بلا اسم).
The street with no name
يعبرك المسافرون
ويلتقي على كتفيك العشاق.
ورغم كل القبلات والدموع والسجائر التي تراق عليك،
تبقين بلا اسم.
نص: عبد الله حمدان الناصر