خصلات الشيب تتدلى من الجذور حتى أطراف الملل، وهو ضَجرٌ من نفسه في عالم يزداد رماديةً، وأنا أكره الضباب…
يأتي هذا الشهر، الذي أسموه رمضان، يأتي هذا العام دون الانشغال بمهاتراته المعتادة؛ هل فرش الأسنان ينقض الصوم؟ الانتصاب المباغت في يقظة الصباح؟
يأتي هذا الشهر، رمضان، مشغولًا معنا بالجائحة…
وكم أرهقتنا هذه المسرحية!
الحقيقة الوحيدة في هذه المسرحية هو مدى حقارة الكائن البشري؛ عدم احترام الخوف، واستخفاف بالاكتئاب، وتنمرٌ على الملتزم بالتدابير. حقارة البشر تجلت بالعنصرية والغباء…
وكم أنتم أغبياء… وليختنق أصحاب الطاقة الإيجابية بقيئهم، أصحاب “إنجازاتي في زمن الكورونا”…
يشتهي لساني شتم الرحم الذي بزقكم في وجوهنا.
في لبنان السيناريوهات متعددة والعبثية سيدة تجلس على قمة المشهد. الحرب قائمة في ليبيا ولم تنحني للجائحة. من يعتقد أن ترامب خسر الانتخابات الرئاسية فهو أحمق. فلسطيني توفى ليلة ذكرى النكبة. اتفاقية القرن تنتشي كعاهرة هزت تأوهاتها الصاخبة سرير الرب النائم، لكنه عاد إلى لامبالاته. في مصر سجال طويل على أحقية الزكاة لغير المسلم، والأزهر يدعو المسلمين والمسيحين لصلاة القضاء على كورونا…
وجاري تحميل خارطة سوريا الجديدة… طريق القدس لن يمر منها، لكن حتما سيمر من بغداد.
علماء اكتشفوا ان حشوة السيلكون انقذت كندية من رصاصة الموت، هلموا نحشي أثداءنا!
إنهاء هذه الجائحة هو رهن إشارة بوتين…
إلى ذلك الحين، استمروا بلعب دور الطبيب وافتوا، نعم أرجوكم افتوا كما يفعل علماء دين أمتكم! استمروا بنفاقكم وكذبكم واستحقار المختلف عنكم…
ونحن، المغردون عكس تياركم، سنبقى غصة في وجودكم، نشعل سيجارة الأمل لخلق سرطانٍ ينهش عالمكم الرمادي، ونموت، نحن، انتشاءً من حسرتكم.