أسامة حداد – حائط خامس للعزلة

كل ما حدث لعبةٌ،
ﻻ أدرك بدايتها
رصاصةٌ منطلقةٌ
ﻻ تقفُ،
ضجيجٌ ﻻ أمسك منه كلمةً
كل ما يحدث فخٌ دخلته بقدمي،
وأعجز عن الخروج
فكيف أغير الأرصفة
أستبدل الحوائط؟
ﻻ شيء يقدم حقيقته
الشجر جريمةٌ،
والمصابيح فضيحة الليل،
الهواء حمله اللصوص،
والنهر جثةٌ…
الأشياء تتحول
الشجرة قوقعةٌ…
والرصيف علبةٌ فارغةٌ…
الحافلات نقاطٌ في سطرٍ خاوٍ،
ورسالتي إلى الله
وقعت في يد الشرطي،
خطوتي مرهونةٌ لدي تاجر الخضروات،
وظلي يجلس في المقهي،
وينظر بغضبٍ إلى الوقت،
والحائط مزينٌ بخيوط عنكبوتٍ هاربٍ…
إنها الحياة حيث الأحذية
ﻻ تختلف كثيرًا عن القبعات،
وشاشة الحاسوب تشبه لعبة الدومينو،
والأغنيات تتسلق القطار هربًا
من المحصل،
والجميلة تترك الشارع وحيدًا
يتأبط الهواء
ويحلم باصطدام ثديها بيده،
بلا تعمدٍ
كل شيء يتحول
المياه تتبخر،
المواقد تشتعل،
والأكواب تتلون
قبل استعادة شفافيةٍ
تميز جسدها الهش،
والأصدقاء يواصلون الخديعة،
والنميمة ضروريةٌ ﻻستكمال المشهد،
والطبيب مغرمٌ بانتقاد زميله،
والتصريح بخطأٍ جسيمٍ،
يحمل الأصحاء نحو ثلاجة المستشفى،
والعالم ليس سيئًا
في وجود مشتبهٍ بهم،
أو في اندفاع قتلةٍ
نحو مجمعٍ تجاريٍ،
أو سيطرة رأسماليٍ
على صناديقَ التبرعات،
اعتقال ماركس في قبوٍ مظلمٍ،
وجيفارا في صندوقٍ بقاع البحر،
مع الترحيب بقراصنةٍ طيبين جدًا،
يتقدمون من الشاطئ
إلى مستودعات الطعام…
العالم ليس رديئًا
مع انتشار اللصوص
بأزياء رسميةٍ
واختفاء القمر في ظروفٍ غامضةٍ،
واغتيال المومياوات في حادث طريقٍ،
ووجود رجلٍ يتجول في غرفته
باحثًا عن حائطٍ خامسٍ يلجأ إليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى