المجنون – كلارا خانيس

١- الشاعر يعترف بصعوبة هدفه

أيها الساقي، املأ الكأس،

لأغني عن كامل السيرة

التي حازت الشهرة:

العذرية،

رفض القيم،

الخروج على العار،

الاستسلام الكامل للعشق

حتى الجنون،

حتى الضياع

في تيه صحراء نجد

الممتدة بلا نهاية.

٢- ما قاله المجنون بعد أن أمضى الليل ساهرًا أمام بيت الحبيبة.

أقبّل الأرض التي داستها أقدامك

أقبل أثارك

التي أتعرفها، ليلتي الجميلة.

وحين يهتفون:” انظروا المجنون”،

أصرخ أنا، وكما ينطلق

يخترق صوتي السحر،

ليصل إلى أحلامك،

فصدى الظلال

لم ينم في صدري،

وعبثًا تحسس

شفاه الظلام المبللة.

٣- ابتهال.

انظري، أيتها الروح المبتهجة

إلى مدينة الحب المقدس،

المسي الحجر المتقد

وادخلي النبيذ المعتق،

وانعكاس الضوء الأبدي،

في البحر المجهول

فإن المادة تفنى

حتى لا يبقى

سوى الجنون.

٤- الرفيقات يحاولن التخفيف عن ليلى حين حَرَّم أبوها عليها الهوى.

تأملي الرقص يا ليلى، يا رفيقة الصبا،

استمعي إلى دقات الدف،

نحيب الناي الحلو،

وانتظرت لحظة انطلاق البخور

الذي يأخذ هدجاتك في سحاباته،

وحين تلمس يداك زهور الياسمين،

تذكري الهوى، وانس الذكريات،

فالنهر بين قدميك

يفتح المساقي الخبيئة

في حديقة الأزهار.

٥- عندما ينطلق المجنون إلى الصحراء.

يحترق المجنون بالعشق

فتسيل الصحراء بالينابيع.

تبني أعشاشها على خصلاته

وتتبعه الوحوش

تحرس معبده لحمًا حيًّا

وقلبه، حجر من نار.

*كلارا خانيس، شاعرة أسبانية، كتبت في ديوانها ” حجر النار” عن الأسطورة العربية ( المجنون وليلى ).

** ترجمة: د. طلعت شاهين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى