بول مولدون – نقلة أخرى

حين تحدّى عوليسُ البحرَ الداكنَ كالنبيذ

تركَ قوسَه مع بنيلوب،

.

التي لم تكن لتنحني لأحدٍ سواه.

أمرّرُ يدي فوق رفّ الكتب،

عابراً اللورد بايرون، و ريموند تشاندلر،

“هاورد هيوز”، و”السنوات الخبيئة”.

.

عابراً “بلي باسكال”، المقيد إلى مخبئه، الذي

قدّسَ الفراغَ، بعدما قرّبهُ إلى جانبِهِ الأيسر.

.

تلك الكتبُ التي يظنّ المرءُ أنه يملكُها

تتحرّرُ من نفسِها وتهوي كالحجارة،

.

متدحرجةً نحو الأسفل

باتجاه هذا الخليج الواسع

الفاصل بيني وبين زوجتي الطيبة.

.

مدفأةٌ متحرّكةٌ، حقيبةُ نوم،

القوسُ الذي اشتريتُهُ، بمساعدة الكاتالوغ،

.

حين كنتُ في الثالثة أو الرابعة عشرة،

والذي كان ينحني، وينكسر، أمام الجميع،

.

طولُهُ الصبيانيُ، المصنوعُ من خشبِ القيقب،

لم يكن صلباً ولا مرناً.

.

لو أنني أمخرُ عبابَ ذاك البحر الداكن كالنبيذ،

كنتُ سآخذُ قوسي معي.

*

ترجمة: د. عابد اسماعيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى