أيتها الطمأنينة المتعالية: استيقظي الآن – حصة العامري

أيتها الطمأنينة المتعالية
استيقظي الآن.
أريد الخلاص.

ولكن، من فوّهة حربٍ ليست لي
انطلقتُ – بموتي -دفعة واحدة
ولم أصل.

كانت الأيام خافتة كظلال شواهد مقبرة.
ضبابٌ هابط
وخرخشة أقدام تدعك أوراق نبقٍ متساقطة
نوايا باردة
انتقام يلتهمُ اللحظات
وأكثر من هَوَسٍ صامت.
يتربص بي، هذا الذي يبدوني
الذي في قرارة روحه الشاحبة
يقبلُ انكساري الباهر على مدِّ الذاكرة.
أدلهُ عليّ
أمد يدي له
لا شيء تخافه معي، لا أحد هنا حقًا
سوى أقنعتي المتصلبة على بلاط أيامي
ومرآة مُقعَّرة
تخبئُ في حدة زواياها انعكاساتي الدائخة بالسؤال.
تسابق لهاثك،
محاولًا أن تختصر الأمر كلّه في هذا الزمن اللامتناهي.
حيث كان هناك
الخطأ الذي فاتني أن أتداركهُ.
شعرتُ به يشدني من أقصى قعر البدايات
يفصلني بضراوة عن جذوري الثخينة
عن أمي وأبي وصداقاتي الوقتية وظروفي التي
تكونتُ فيها بمرارةٍ عاطفية.

أتخفف من ملامح الملل.
أمرر أصابعي على تقصفات شعري المنتفش
وعلى بدايات التحام فتحتي القرطين
وتقف قليلًا، أصابعي
عند النظرة الموحشة في عيني اليسرى.

أنام عارية
على سجادة أصفهانية تفوح منها نتانة الجوارب
وبساتين السفرجل الفارسي.
كوب الشاي يراوغ الثبات على بطني
أختبر توازني بخيالاتٍ سارحة.
سخونة الدفق الأحمر
السرّة تتسع
لأحلم بنافذةٍ إذا ما قفزت منها
أقفز مني
أصيرُ احتمالًا جميلًا لجارٍ يمر بيومٍ سيء.
بينما هناك في أفكاري العادية،
وفي أحلامي المكررة
أربي فائض مخاوفي
كسهامٍ سميَّة
أطلقها على سذاجات البراءة.

وعند نقطة اللاعودة
أتذكر طويلًا
المرة الوحيدة التي صدقتُ فيها
أنني قد صدقت الأمر كلّه.
بينما أن
اليد التي تلوت بحساسيةٍ بالغة
على يدي،
كم مرة كادت أن تنجيني منّي
لو أنها ظلت كذلك لمدة أطول؟
تعادل كل هذا التحمل،
كل هذا التربص
كل هذه الفداحة
كل هذا العمر
هذه اليد البعيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى