حسونة فتحي – لك أن تحزن ومختارات أخرى

لك أن تحزن


أن تكون جادًا في حزنك
أيُقاسُ الحزن بالجدّية؟
ليكن حزنك إذن عميقاً؛
هذا مقياسٌ جيدٌ للحزن
ما الذي يجعل الحزن عميقاً؟!
الموت؟
الموتُ خفيف وهش
ورخيص جداً
بل هو مجاني
حتى أنه ليوزع على الناس
دون أن يطلبه أحد
فهل الرخيص الهش المجاني يستحق الحزن؟!
للحقيقة.. ورغم الحزن
لا شيء يستحق الحزن؛
الحزنَ العميقَ جداً
سوى الحياة.

الانفجار العظيم

كُلّ ما عليكَ فعلهُ،

أن تَرجع للماضي البعيد

إلى تلك اللحظة المجهولة المبهمة قبل بدء الخلق

تلك اللحظةُ ذاتُها؛

ربما مَرّت بك في الماضي القريب أيها الشاعر

أو هكذا تظنُّ للشِّعرِ

لحظة تكوينه: التَّفَتُّتِ والتَّباعُدِ والانطلاق لذرّاتهِ ومكوّناتهِ الأوَّليةِ؛

لتَصيرَ- على مهلٍ- مَجَرّةً،

أو شَمسًا

أو جِرمًا من أجرامها: كوكبًا، نيزكًا، مُذنّبًا

أنت فقط؛

من يمكنه أن يحدد النتيجة دون نقدٍ،

أو تفكيكٍ،

أو بنيويةٍ،

أو مناهج ستكتب يومًا قصيدتَكَ الأهمّ

لا اللغةُ،

ولا الأسلوبُ

ولا التَّجرِبةُ ستجعلُكَ تنالُ مطلبَكَ.

فقط؛ عليك أن تكتب،

وستصرخ يومًا حين تكتب قصيدةً تمزّقُ روحَكَ وأحشاءكَ

إنه الشعر، وإنها لحظة الانفجار العظيم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى