حتى اختفيت – سارة عابدين

في المرة الأخيرة نظرت كثيراً في المرآة حتى اختفيت.كررت كل الكلمات حتى أصبحت بلا معنى وتناثرت الأحرف وطارت في الهواء، الأحرف تدفعني لأسفل، لا ترغب في صحبتي، أسقط على السيراميك البارد فينصهر من حرارتي المرتفعة ويشمئز من سعالي المستمر.

يقذفني من الشباك المستعد للاستغناء عني دائماًالسحب تتكاثف لتمطر فوقي، وملابسي الثقيلة تقيم عرضاً للأزياء على حافة نافذتي بدوني.“وااو”، يقولها البالطو للفستان وهو يتمشى متبختراً فارغاً مني، الجينز يبدو متأنقاً دون جسدي المنتفخ، حتى الحذاء الرياضي خفيفاً بدون خطواتي الثقيلة.هل ترى كل تلك الأحرف التي تغادرني، ترفض أن تكون جزءاً من رسائلي إليك، الصغيرة في داخلي التي ترفض أن تحررني منها الآن.المناديل الورقية المتكومة حولي.النغمات التي تهرول لتخترق أذني دون رغبة مني.أنا أنسحق تماماً مثل دودة أسفل إصبع ضخم، هل تراني، أم أنا كائن خلق فقط للتجاهل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى